فوز نوري بوزيد بالجائزة الكبرى في قرطاج كان متوقعاً لأكثر من سبب. لكن المفاجأة جاءت من إلياس خوري، رئيس لجنة التحكيم الدوليّة خلال الدورة العشرين لـ “أيّام قرطاج السينمائيّة” التي أسدل عليها الستار أول من أمس. ومن يعرف الأديب اللبناني المشاكس، لا يستغرب وقوفه في حفلة الاختتام، مخالفاً أعراف المهرجان الشهير، ليقرأ بياناً انتقادياً قاسياً بحق “أيام قرطاج السينمائية”. قال خوري في كلمة ألقاها بحضور وزير الثقافة التونسي محمد العزيز ابن عاشور، إنّه لا يفهم كيف يمكن مثل هذه التظاهرة العربية ــ الافريقية العريقة التي أطلقها الطاهر شريعة وصحبه قبل أربعين عاماً لدعم سينما الجنوب، أن تكون خاضعة لوصاية وزارة الثقافة. وأعلن أن لجنة التحكيم تتمنّى تحويل المهرجان الى مؤسسة مستقلة بذاتها، تواصل الاعتماد على الدعم الرسمي. كما انتقد خوري الرقابة التي تفرضها بلدان عربية على المنتجات الثقافية. وقال:“ان الخطر الكبير الذي يهدد ثقافتنا هو خطر الرقابة، والفن هو بابنا للحرية والديمقراطية”.وجائزة “التانيت الذهبي” التي فاز بها نوري بوزيد للمرّة الثانية في “أيام قرطاج”، توّجت قبله حفنة من أبرز السينمائيين العرب: من المصري يوسف شاهين في “الاختيار” (1970)، واللبناني برهان علويّة في “كفرقاسم” (1974)... وصولاً إلى الفلسطيني ميشال خليفي في “عرس من الجليل” (1988)، والسوري محمد ملص في “الليل” (1992)، والجزائري مرزاق علواش في “ابن العمّ سلاماً” (1996)... مروراً طبعاً بالتونسيين فريد بوغدير في “حلفاوين ــ عصفور السطح” (1990)، ومفيدة التلاتلي في “صمت القصور” (1994).