strong>فاطمة داوود
لم يكن ينقص فستان كارول سماحة الأحمر سوى
الشقّ ليشعل الدنيا! لكن صاحبة «زعلني» ترى أنّ الصدمة وسيلة لمخاطبة الجمهور. وعشيقة «سقراط» التي تعيش سباقاً مع الزمن، تتوقع الإفلاس قريباً. فهي تنفق كثيراً على «الأغنيات... والفقراء!»


تتحمّس كارول سماحة في الردّ على الصحافة التي هاجمتها أخيراً بعد عرض كليب “زعلني” منتقدةً الجرأة الزائدة التي اعتمدتها في العمل الذي حمل توقيع مخرج فرنسي. تقول: “لا أعيـــــــش عقدة المخرج الأجنبي. ومن يتهمني بذلك، فعليه أولاً أن يخلع ملابــــــــــسه المستوردة من فرنسا وأميركا والاكتـــــــــفاء بالصناعة المحلية. وإلاّ لا يجوز إطلاق الأحكام جزافاً... منذ بداية مشواري الغنائي، حرصت على التنويع. لذا سعيت في الكليب الجديد إلى اكتشاف جوانب خفية من شخــــــــــصيتي، من خلال التعاون مع مخرج يتمتع بثقافة مختلفة. فهل يستحق هذا كل الهجوم السلبي وبثّ السموم ورشقي بالحجارة؟”.
لكن ما هو الجديد الذي قدّمه المخرج تييري لها؟ تجيب بهدوء: “حسبي صدمة الجمهور، وقولهم: “هذه ليست كارول”... أؤكد أن ما أقدمت عليه لم يكن تحدياً لمطربات الإغراء، لكن الناس يرفضون عادة الصورة الجديدة مهما كان مضمونها، علماً أنني قررت التعامل مع تييري في عدد من الأغنيات المقبلة”.
تبدي سماحة انزعاجها من الصحافة التي تناست مسيرتها الفنية عندما وجّهت إليها أصابع الاتهام: بدءاً من “طقوس الإشارات والتحولات” مع نضال الأشقر ومروراً بمسرح الرحابنة حيث قدّمت أقوى أدوار الإغراء في مسرحية “سقراط”، ووصولاً إلى كليبات “اطلّع فيي” و“غالي عليّ” و“اسمعني”، لذا تستغرب التركيز على “شق الثوب الأحمر” فيما كان ثوبها في كليب “غالي عليّ” أطول، لكنه حمل الكثير من الإغراء.
وترتسم الدهشة على وجه كارول حين يصنّفها النقّاد فنانة ملتزمة، ويحرّمون عليها الظهور بصورة المرأة الجميلة التي تحاول إبراز أنوثتها. وتجيب من تساءل عن لمعة الإثارة في عينيها: “من لم يشعر بشذرات الإثارة في عيني، فهو يرفض ضمنياً صورتي المختلفة عمّا قدّمته سابقاً”.
من هذا المنطلق، تؤكد سماحة: “يجب على الفنان ان يكون مغامراً وجريئاً حتى يحدث الصدمة من وقت إلى آخر، أي التنويع والتجديد في الأداء الفني”. وتضيف: “الفن ليس عملية حسابية. ووقوفي أمام الكاميرا لتقديم فيديو كليب أشبه بجلسات التصوير الفوتوغرافي، وهو اختيار حرّ... أخيراً، قررت كسر قيود الفيديو كليب النمطي وقصصه الواقعية المكررة. مللت الصور النمطية، فاتجهت نحو التغيير والتنويع. لكن النقلة جاءت سريعة، ما ولّد صدمة عند بعضهم”. وتعزو كارول النقلة السريعة إلى خوفها من الإفلاس الفني، وخصوصاً أنه “يلزمني ثلاثون سنة كي أفرغ ما في داخلي على الشاشة”. لذا تعيش سباقاً مع الزمن، وتؤكد: “لست فنانة كلاسيكية أو ملتزمة أو جماهيرية أو رومانسية أو شعبية... أنا كل هذه التسميات في آن واحد، وأطلب من الجميع أن يحررني من الألقاب والتصنيفات. لديّ مفهوم خاص للالتزام، يرتكز على الاختيار الجيدّ للحن والكلمة. أما صورتي فتعتمد على التغيير المستمر، وخصوصاً أنني اكتشفت في داخلي مئة امرأة”.
لكنّ الشكل الفني ليس التغيير الوحيد الذي اصطفته كارول للمرحلة المقبلة، فهي نقلت أخيراً إقامتها من بيروت إلى باريس “لدواع شخصية بحتة وليست عاطفية كما أشيع”. إذ قررت العائلة نيل الجنسية الفرنسية، “وهذا يتطلب منّا أن نبقى في باريس لفترة طويلة”. أما نقطة التحول الثالثة في مسيرة كارول، فهي تعيينها مديرة أعمال جديدة خلفاً للملحن اللبناني نقولا سعادة نخلة. هنا أيضاً لم تسلم كارول من النقد. إذ شنّ نخلة هجوماً عليها في المجلات الفنية إثر إعلان خبر انفصالهما الفني. وتؤكد سماحة أنها سعت إلى تهدئة الأجواء مع الملحن اللبناني عبر تبرير الانفصال بـ“بحثي عن رؤية فنية جديدة... لكن الكلام المسيء الذي أطلقه في الإعلام من أجل تشويه سمعتي، أشعرني بالمرارة. أنا لم أقصّر في حقّه مادياً ولا معنوياً خلال السنوات الأربع التي جمعت بيننا. لقد صدمتني خيانته”. واكتفت بالإشارة إلى أن شخصيته لا تناسب ما تطلبه من الشخص الذي يدير أعمالها، و“هذا ما جعلني أبحث عن شخص آخر”. في المقابل، تتحدث سماحة بحماسة عن مديرة أعمالها الجديدة هانية رفعت، “تتمتع بثقافة واسعة، وتتقن ثلاث لغات أجنبية تمكّنها من التفاوض بسهولة مع الشركات الأجنبية كما تحترف فن التعامل مع الآخرين”.
ماذا عن جديدها الفني؟ تشير سماحة إلى أنّها كانت في صدد التحضير لمسرحية ضخمة مع الرحابنة ستعرض خارج لبنان، “كنت سعيدة بهذا الدور لكننا لم نتفق على المسائل المادية”.
من جهة أخرى، صوّرت كارول الإعلان الأول لشركة “بيبسي” على إيقاع أغنية “أضواء الشهرة”، وهي اليوم تستعد لتصوير الإعلان الثاني، معترفة أنها وافقت على العرض الإعلاني لأن الفنان يعتاش من الحفلات الغنائية والإعلانات. ومع ذلك، تتوقع الإفلاس قريباً، لأنها تنفق كثيراً “على أغنـــيـــــــاتها... وعلى الفقراء”