strong>وائل عبد الفتاح
ستدخل دينا التاريخ. حملت وحدها مصائب مصر من صراع البيزنس بين كبار رجال السلطة وحسام أبو الفتوح... إلى التحرش الجنسي ورغبة الأمن في فرض حصار الصمت عليها.
وحدها في كل مرة تصبح السبب. تُنتهك خصوصيتها، وشكل ملابسها وجسدها. كل ذلك من أجل أن تنام الحقيقة، وندفن رؤوسنا فى الرمال. في كل مرة، تكشف قضايا دينا جزءاً من عورات المجتمع المصري. المجتمع الذي أصبح يعيش تحت تأثير الشعور بالذنب.
لم يعد أحد قادراً على إعلان البهجة. لا بهجة الحب ولا بهجة العواطف اللطيفة، ولا حتى الجنس الذي نحبّه جميعاً في السر، ويشغل كل تفكيرنا، ثم نلعنه فى العلن. وصل الأمر أخيراً إلى نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي، نقيب العاملين في مهنة البحث عن البهجة وجنون المشاعر. أعلن زكي بفخر أنه سيحقق مع دينا... و “مالو”! لكنه أكد أنه سيعاقب دينا أثناء التحقيق الذي يشبه محاكــــــــمات التفتيش، إذا ثبـــــــتت عليـــــــــــها تهمة الرقص فى الشارع.
“يا خبر أسود، الرقص في الشارع تهمة؟!” هل يعرف سيادة النقيب أن كل شعوب العالم يقيمون كرنفالات رقص، يشارك فيها كل الناس؟ هي مصدر البهجة والمتعة، والمشاعر المتفجرة في الحياة. وهل يتذكر أن المصريين في الأرياف يحتفلون في حفلات الزواج في زفّة طويلة وعريضة، يتبارى فيها الجميع بالرقص؟
الرقص ليس عيباً ولا تهمة، ولا البهجة ذنب... الابتذال، وشراء المتع بالفلوس، والرقص السرّي هو العيب.
لكنها مصر المحرومة من البهجة والحياة. يريدون لها أن تعيش فى مأتم. وبدلاً من أن يدافع نقيب الممثلين عــــــــن حق الممثل والممثلة، يرى أن الرقص في الشارع تهمة، ويحاكم الممثلة ويحاسبها على ملابسها... على الأمن أن يحـــــــــمـــــــــي البهجة لا أن يمنعها!