عبدالغني طليس
إنها مغنية لبنانية اختارت اللهجة الخليجية أسلوباً للغناء، فأصيبت بما يصاب به من «يخرج» على قومه: لا يقبل به القوم الآخرون لأنه ليس منهم، ولا يقبل به قومه لأنه «خارج» عليهم. تلك هي حال المغنية ديانا حداد ذات الصوت الجميل، على رغم نجوميتها المستحقة.
من المؤكد ان زواج ديانا من المخرج الإماراتي سهيل العبدول لم يقرب المسافة الشخصية والوطنية بين لبنان والإمارات لدى الطرفين فحسب، إنما قرّبها من اللهجة الخليجية إلى درجة غابت اللهجة اللبنانية تدريجاً عن أغانيها، إلا في ما ندروبما ان كليباتها رفعت اللواء الخليجي بما يزيد في انحسار اللون اللبناني في نتاجها وحتى في إطلالاتها الإعلامية، باتت ديانا لدى الجمهور اللبناني مغنية خليجية!
إلا أن هذا التصنيف لا يزعج حداد على ما يبدو. المغنية التي تعيش في الإمارات العربية المتحدة حيث يعمل زوجها ويدرس أولادها، اختارت نمطاً حياتياً وفنياً بعيداً من الساحة اللبنانية التي تصعد وتهبط سياسياً وأمنياً من حيث لا يستقر لها وضع. وبات لبنان بالنسبة إليها محطة لزيارة الأهل والأصدقاء، أي للاستجمام. أما النشاط والحفلات والعقود والاتفاقات الفنية فتتم جميعها في دبي...
وتعتبر ديانا حداد، على هذا الصعيد، الأكثر دقة في اختيار ما يناسبها من نشاطات، والأكثر ميلاً الى انتقاء الأفضل. وقد غيّبت عن قصد ــ على ما يبدو ــ كل أخبارها العائلية، والفنية أحياناً، عن الإعلام. والسبب هو تحاشي أي ضغط من المنابر الإعلامية التي ترى ديانا أنها أسهمت في إثارة بلبلة في وقت من الأوقات، أساءت الى حياتها العائلية وعلاقاتها الفنية، إذ «عرضتها» لخلافات زوجية لا أساس لها من الصحة، وعرضتها لخلافات فنية كانت في غنى عنها...
تعتمد ديانا حداد السرية في كل شيء. حتى في اختياراتها الغنائية، لا تنشر أي خبر عن أغانيها الجديدة، إلا بعدما تنهي التسجيلات. قبل ذلك، تحاذر أن تعلن اسم أغنية خشية سرقة فكرتها، أو أن تعلن موعد حفلة لها في بلد من المهجر تحسباً للمحاربة. هذا فضلاً عن قرارها الحاسم بالابتعاد من انتقاد أي زميلة أو زميل، أو إبداء أي رأي قد يقود الى ردود غير محسوبة. بمعنى آخر، تبتعد ديانا «من الشر وتغني له»، كما يقول المثل الشعبي، وباللهجة الخليجية تحديداً!
لكن على رغم إتقان ديانا أداء اللهجة الخليجية، حتى تفوقت فيها على بعض المغنيات الخليجيات أحياناً، تفتقر بعض أغانيها الى الدقة في اللفظ، ما يؤدي الى ضياع فكرة الأغنية أحياناً، ويتطلب بذل جهد من الجمهور غير الخليجي (اللبناني خصوصاً) لفهم كلماتها ومعانيها. وهذا ما لا يحدث للأغاني الخليجية التي يؤديها مطربون خليجيون. والسبب هو حاجة ديانا الى تبديل بسيط في أسلوب إخراج الكلام من الحنجرة، وأسلوب تحريك الفكين، حتى تنضبط حروف الكلمات وتتركز أكثر فأكثر، بدلاً من ان تبقى متموجة، متمددة، ومتداخلة المخارج والمداخل.
مهمة صعبة عند من اعتاد اللفظ بطريقة معينة؟... نعم، لكنها ضرورية جداً.