طلب إمبراطور صيني قديم من كبير الرسامين في قصره أن يمحو صورة الشلال المرسومة على احد جدران غرفته الخاصة حيث كان هدير المياه يمنعه من النوم. قد يبدو الأمر أشبه بنكتة في البداية. لكن من يجرؤ في الواقع على تجريد الصورة من خلفيتها الواقعية؟ الصورة نظير “حقيقي” لما تمثله. ثم إنها ليست تمثيلاً محايداً لمعطى موضوعي منفصل عن التجربة الإنسانية.
كل العلامات البصرية تبقى محكومة بوقائع موجودة خارجها كما يقول السـينميائيون. لكنها في الوقت نفسه، تبقى ضاجّة بما نمنحها من دلالات، نحن ضعفاء الحيلة الذين نتلقاها أو نكابدها، سيَّان. لذا علينا ألا نســــخر من الإمبـــــراطور. هدير المياه المنبعث من صورة الشلال يمكنه فعلاً أن يمنع كل سكان القصر من النوم، بمن فيهم جياد الإسطبل.. لذا وجب محوه. منطق الإمبراطور الصيني طبعاً ما زال سائداً حتى اليوم. ولتتأكدوا بأنفسكم، اسألوا الزملاء في التلفزيون الألماني!
يس...