خالد صاغيّة
مرّة أخرى، لا نجد ما نفعله سوى الجلوس أمام الشاشات، والتفرّج.
من كان منّا يظنّ أنّه ينتمي إلى فريق سياسي يملك الأكثرية في البرلمان اللبناني، فسيكتشف أنّ اللعبة التي نعيش فصولها لا تعترف ببرلمانات ولا بأكثريات ولا أقليات.
ومن كان منّا يظنّ أنّه ينتمي إلى فريق سياسي يملك الأقلية في البرلمان اللبناني، ويستعدّ للنزول إلى الشارع لجعل تمثيله السياسي داخل الحكومة أكثر إنصافاً، فسيكتشف أنّ هذا التمثيل لا يعني شيئاً، وأنّ الحكومة، سواء كانت حكومة استقلال ثانٍ أو حكومة جيفري فيلتمان، هي حكومة لا تحكم. وإن حكمت، فلا ندري على من تحكم، ولا بماذا تحكم، ولا على أيّ أرض تحكم.
ومن كان منّا يظنّ أنّه لا ينتمي إلى أيٍّ من الفريقين السابقين، فسيكتشف أنّ انتماءه أو لا انتماءه مسألة لا تهمّ أحداً، وأنّ انتماءه أو لا انتماءه لن يقيه ضرورة الدخول في اللعبة التي تبتلع الجميع، من دون أن تسألهم عمّا يشعرون به أو ما يفكّرون به.
مرّة أخرى، لا نجد ما نفعله سوى الجلوس أمام الشاشات، والتفرّج.
فنتأكّد من أمر واحد، أنّ شيئاً لا يستطيع أن يوقف المهزلة السياسية التي نعيش. حتّى الموت... حتّى الموت قتلاً ليس بالنسبة إلى الوجوه التي اعتدنا رؤيتها على الشاشة إلا مناسبة أخرى للمضيّ في البهلوانيّات المعتادة.
... ها أنا أدخل مجدّداً في اللعبة.