خلال الانتخابات التشريعية في النمسا، عام 1999، شنّ رئيس حزب الحريّة النمسوي اليميني المتطرّف يورغ هايدر حملة على مجموعة من الفنانين والكتاب “المنحلّين”. وكان في وسع المواطنين أن يقرأوا على أحد ملصقاته الترويجيّة: “أتريدون يلينك أم تريدون فنّاً؟”.
وبعد فوز حزبه في الانتخابات وتأليفه حكومة ائتلافية، باتت يلينك من أشدّ منتقدي الأكثرية الجديدة. في روايتها “جشع” التي صدرت ترجمتها الإنكليزية أخيراً عن دار “سيربينتس تايل”، بعد ست سنوات على نسختها الألمانية، تصوّر يلينك مواطنها يورغ هايدر في ملامح المُجرم يانيش الذي يُشبهه الى حدّ التماهي. هو مثله شغوف بالتزلّج، ويختال عاري الصدر متباهياً بـ“جسده الآري” أمام عدسات الكاميرا في إعلانات تسويقية.
وكان قد سبق لإلفريدي يلينك أن خصّت هايدر بمونولوغ انتقادي كتبته في عام 2000 بعنوان “وداع” وعرض على خشبة أحد مسارح فيينا، ثم في مسارح ألمانية.