صباح أيوب
مرّة أخرى فتحت المحطات التلفزيونية هواءها لمواكبة تشييع شهيد آخر ونقل وقائع تظاهرة شعبية. قسّمت القنوات شاشاتها الى مربّعات تنقل صوراً من بيت العزاء، والطرقات المزدحمة، وساحة الشهداء. انهالت التحليلات والتعليقات الصباحية على حيثيات وتـــــــداعـــــيات جريمة اغتيال الوزير بيار الجميّل. وعلى الرغم من «انهماك» الإعلام المرئي أول من أمس في حشد الجماهير وتسهيل وصولهم الى التظاهرة عبر الاعلان عن وسائل النقل المؤمنة من مختلف المناطق اللبنانية وتحديد ساعة الانطلاق، ومكان التجمّع، ووسيلة الوصول الى الساحة، لم يلق هؤلاء المشاركون اي اهــتمام اعـلامي.
اقتصرت «صورة» مشاركتهم على مشهد ازدحام الطرقات في جبيل، واوتوستراد الدورة، ومستديرة الصيّاد... شاركوا فقط في حمل اللافتات وإطلاق الشعارات. بعض المحطات الأجنبية أعطت المحتشدين فرصة للكلام، خصوصاً «بي.بي.سي» التي خصصت جزءاً كبيراً من بثّها لنقل وقائع التجمّع في الساحة، ومراسم الجنازة مع ترجمة فورية. تخلل بث المحطة البريطانية وقفات تحليلية مع بعض المحللين السياسيين اللبنانيين. وقد عمدت المحطة الى نقل «أجواء» البلدان المجاورة والمعنية في شكل غير مباشر بالحدث. سجلت مداخلات لمراسليها من القدس ودمشق وطهران...
أما «سي إن إن» فواكبت التظاهرة من ساحة الشـــــــهداء وكان مراســـــــلــــها في لبنان يـمدّها بالمـــــــعلومات الميــــــــــدانية. وترافقت تغـــطيـتها أحياناً مــع شريط يظـــهر عـلى الشاشة يــــقـول «بـــــعـــضهم يتـهم سوريا بارتكابها جريمة اغتيال الجميّل». كما نقـــــــلت المحطة مراسم الجنازة مباشرة، واستضافت بعض المحللين الأميركيين والعرب في استوديوهاتها. ونقلت محطة «أورو نيوز» الاخبارية وقائع مراسم التشييع والتجمع في ساحة الشهداء، ضمن فقرة «من دون تعليق».