فاطمة داوود
حينما اكتشف المشهد الفضائي العربي “تلفزيون الواقع”، توقع بعض المتابعين أن تنحسر مهمته باكتشاف مواهب الغناء وتقديم المساعدات لمن تبحث عن فارس الأحلام. إلا أن ضروب تلفزيون الواقع تابعت مسيرتها بنجاح، فصبّت اهتماماتها على عالم الموضة ومصممي الأزياء والعارضات، وها هي تسلط الضوء على جراحات التجميل. بدأت القصة مع “المستقبل” الذي يقدم برنامج “بيوتي كلينيك”، وتبعتها فضائية “دبي” التي تعرض أيضاً برنامج “غيّرلي حياتي”.
أما اليوم، فقررت “ام بي سي” اللحاق بزميلتيها، وها هي القناة السعودية تطلق قريباً برنامج «تاتش”. وإذا كانت “المستقبل” قد استعانت باختصاصية التجميل ليلى عبيد، فقد أوكلت «ام بي سي” المهمة إلى أحمد قبيسي.
سيسخّر قبيسي “خدماته المجانية لمساعدة المرأة التي تبحث عن الجمال وتحاول إعادة ثقتها بنفسها وتريد أن تتصالح مع شكلها الخارجي”. وسيستضيف عدداً من أطباء جراحة التجميل من لبنان والدول العربية، “خصوصاً أولئك الذين أجروا عمليات تجميل ناجحة لإليسا ونانسي عجرم وهيفا وهبي”.
مبضع الجرّاح لن يكون حاضراً هذه المرة لإجراء التعديلات في الوجوه والأجساد، “فالماكياج واختيار الملابس وتسريحة الشعر المناسبة، ستكون كفيلة بإحداث التغيير الجذري... أما إذا أرادت المشتركة أن تجري بعض عمليات الترميم، فسيكون الطبيب مستعداً لمساعدتها، لكن بعد خروجها من البرنامج”.
وأكد قبيسي أنه صاحب فكرة البرنامج، وهو معدّه ومقدّمه أيضاً، موضحاً أنه سجل الفكرة في وزارة الاقتصاد “منعاً للسرقة والاقتباس”. كما أشار إلى أن البرنامج سيعرض مرتين في الأسبوع، ليجيب من خلاله أيضاً على تساؤلات المشاهدات.
يذكر أخيراً أن “تاتش” لن يكون المشروع الوحيد في جعبة المزين الذي يهتمّ بماكياج فيروز ونجوى كرم. فهو سيطلق قريباً كتابه الرابع “وجوه... قبل وبعد الماكياج”، وسيخضع فيه بعض السيدات والفنانات لجلسات التصوير الفوتوغرافي لساعات طويلة، وستلتقط الكاميرا مراحل وضع الماكياج. وهو يصف كتابه بـ “المرجع الأكاديمي الذي يقدم شروحاً علمية عدة”.
تلفزيون الواقع انقضّ على عمليات التجميل. وفيما هربت “المستقبل” و“فضائية دبي” من النقد عبر اختيار مشتركات يعشن على هامش الحياة ويرغبن في تجديد شبابهن، أو اخريات عانين تشوّهاً خلقياً إثر تعرّضهن لحادث معين، اوجب إجراء عمليات الترميم، أراد قبيسي أن يقدم برنامجاً جمالياً صرفاً ومن دون مبررات. فتيات البرنامج يردن امتلاك شفاه نانسي وخدود إليسا وعيني هيفا وقوام كلوديا شيفر... لكن هل يكرّس “تاتش” صوراً نمطية، توحي أن للجمال نماذج محددة على كل النساء أن تكون متطابقة معها؟ الجواب رهن الحلقات الاولى من البرنامج الذي يبدأ عرضه قريباً.