آمال خليل
وصل محمد غانم حاملاً “الطلبية”: حمص وسلطة وسندويشات طلبها عبر الهاتف أحد جنود الكتيبة الفرنسية في مقرها في برج قلاويه. وهو يحمل كل يوم ما يطلبه الجنود بعدما أصدرت قيادتهم قراراً بتحديد تحركاتهم خارج الثكنات لدواع أمنية.
محمد لا يقف وحيداً في انتظار الجندي الذي طلب الطعام عند مدخل الثكنة، هناك يمضي أصحاب البسطات أوقاتاً طويلة يعرضون بضائع تلبّي حاجات الجنود في الثكنة من راديو، وثياب، وعدّة الطعام، وأدوات كهربائية، وهناك أيضاً أعلام لبنان واليــــــــونيفيل وبخاصة علم حزب الله الذي يشتريه الجنود بالخفاء من دون علم مسؤوليهم. أما لغة التخاطب بين البائع والجندي فهي بالإشارة.
ويقول صاحب أحد الـــــــــبســــــــطات إن حركة البيع بلغت ذروتها عندما وصل الجنود وكانوا لا يزالون ينامون في شاحناتهم، فكانوا يضطرون إلى شراء أي شيء وبسعر مرتفع يحدده البائع. أما الآن وبحسب الباعة، فقد أصبحوا “يفاصلون في السعر”، وانخفضت نسبة البيع كثيراً.