خالد صاغيّة
في بعض الأحيان، يصبح الواقع معقّداً لدرجة يفقد معها الأفراد قدرتهم على تقبّله والتعاطي معه. فيلجأ البعض إلى اعتماد طقوس وثنية، ويجدون في الطلاسم أو كتابة الرسائل إلى الموتى، راحة نفسية. آخرون ينتهي بهم الأمر إلى إنكار الواقع، إنكار وجوده تماماً، حتّى يتمكّنوا من إنقاذ وجودهم.
الواضح أنّ الفريق الحاكم بأمره يسير في الاتّجاهين المشار إليهما أعلاه. ولعلّ وضع مشروع قانون إنشاء المحكمة الخاصة على ضريح الرئيس الحريري يصبّ في الاتّجاه الأوّل، فيما تصبّ ممارسات الرئيس فؤاد السنيورة منذ استقالة ستّة من وزرائه في الاتّجاه الثاني.
فإذا ما سئل رئيس الحكومة اليوم، هل هناك وزراء مستقيلون في الحكومة؟ سيكون جوابه: بالطبع لا. هناك وزراء متغيّبون عن الجلسات، «آخدين برد»، وحين يصحّون سيحضرون. وهم أصلاً موافقون على كلّ القرارات التي نتّخذها.
وإذا ما قيل له إنّ أداء هذه الحكومة خلال العدوان الإسرائيلي لم يرق لمجموعة كبيرة من الشعب اللبناني، يأتي ردّه: هذه مجرّد شائعة. ولا يقبل إلا بتسمية حكومته «حكومة المقاومة».
أمّا الأزمة السياسية الحادّة، فهاكم أنموذج تناقلته الصحف لتعاطي «رجل الدولة» مع عدم وجودها: «اتّصل السنيورة ببرّي وخاطبه قائلاً: لي عتب على الكلام الذي أدليت به في طهران حول حصول طلاق بيننا... يجب استبدال حرف «الطاء» في (طلاق) بـ«تاء» ليصبح (تلاق). فوافقه برّي على الاستبدال»!
هذه ليست نكتة. إنّها عدوى نايلة معوّض.