خالد صاغيّة
كان المواطن ألِف يحتسي فنجاناً من القهوة في وسط المدينة، حين سمع دويّ سيارات الإسعاف تصل إلى ساحة النجمة. ظنّ ألِف للوهلة الأولى أنّ عملية اغتيال جديدة قد طاولت أحد النواب، أو أنّ نائباً من الأكثرية أغمي عليه من شدّة الإرهاق، جرّاء عمله المتواصل في ســـــــــبـــــــــيل السيادة والاســـــــتقلال.
لكن سرعان ما تبيّن أنّ النواب بخير، وأنّ سيارات الإسعاف تابعة لبنك الدم في الصليب الأحمر اللبناني. ففكّر ألِف أنّ ما يجري، قد يندرج في إطار حملة تبرّع بالدم يقوم بها النواب لمصلحة ضحايا القنابل العنقودية في الجنوب. ثمّ راح يراقب الأكياس التي تخرج من مبنى البرلمان لتدخل إلى بنك الدم. فوجد أنّها ثقيلة جداً، وأعدادها لا بأس بها. ومع كلّ كيس داخل إلى سيارات الإسعاف، كان يشاهَد أحد النواب خارجاً من المبنى. لاحظ ألِف أنّهم جميعاً من نواب الأكثرية.
اقترب ألِف من عناصر الصليب الأحمر وسألهم عمّا يجري. فقيل له: «ألم تسمع؟ إنّه وليد عيدو!». لكن، ما دخل وليد عيدو بكلّ هذا التبرّع بالدم؟، سأل ألِف. فأجيب أنّ ما يجري ليس تبرّعاً، إنّه بيع للدم. لقد قرّر نواب الأكثرية أن يبيعوا دمهم، عملاً بنصيحة زميلهم السيّد عيدو الذي صرّح أمس «إنّنا سنبيع دمنا كي نشتري أسلحة نواجههم بها». وفهم ألِف أيضاً أنّ الدم مدفوع ثمنه سلفاً. أمّا الأسلحة، فاسألوا عنها سمير جعجع.