جوان عازار
استقلّ غالب الباص من طرابلس الى الكولا في بيروت، ولم يشعر بالملل من الأغاني التي يختارها السائق، بل فرح بها وسأل “هذا كارلوس صحيح؟” فأتاه الجواب إيجاباً.
كارلوس “كسّر الدني” بالأغاني التي ينظمها ويعمد إلى تعديل كلمات وعبارات لاقت استحساناً ومن أبرزها: “بدنا نضرب بدنا نصيب يا جماعة بدنا نصيب، والله من بعدك حيفا بدنا نضرب تل أبيب”... حتّى باتت أغانيه على شفاه معظم الشباب الذين لا يكتفون بتردادها ولكن يعتمدونها رنّات لهواتفهم الخلويّة. وأصبح مجرّد وجود كارلوس في السهرات الغنائيّة والحفلات أمراً كفيلاً بنجاحها إذ يستقطب مئات المعجبين من الشبّان والشابات.
ويلفت أصحاب المكتبات الموسيقيّة إلى الإقبال الهائل على أغاني كارلوس، وهم يلبّون طلبات المستمعين باستمرار بتسجيل الأغاني التي يؤديها نجم الشباب الجديد وأبرزها “عذاب وهمّ وتوتا توتا”، و“عرق ما بشرب عرق”...
نجم الشباب الجديد هو كارلوس الحكري (30 سنة) من بلدة الكورة الشماليّة، ويسكن في منطقة الضبيه. وقال لـ“الأخبار” إنّ الموسيقى شدّته منذ صغره فترك المدرسة وهو في صفّ البكالوريا. بدأ حياته المهنية مغنياً في المطاعم واعترف بأنّه عندما بدأ يجني المال من العمل اللّيلي والغناء ترك المدرسة مفضّلاً المال على الكتاب. وعندما درجت موضة الملاهي الليلية انتقل الى الغناء في بعضها. وقد صقل موهبته وطوّر نفسه فدرس الموسيقى في المعهد الوطني للموسيقى لمدّة أربع سنوات.
قبل سنوات تمكّن المغنّي الطموح من أن يفتح ملهى خاصاً به في منطقة الكسليك وهو يغنّي فيه “مولّعاً” الأجواء حسب ما يقول الساهرون الذين يحجزون أمكنة لهم قبل عدّة أيّام ليغنّوا ويرقصوا مع كارلوس.
وأوضح المغنّي الشاب أنّه بدأ بتركيب كلمات جديدة على أغان معروفة ولقي تجاوباً كبيراً من الناس، ويلفت إلى أن أغنية “حيفا وتل أبيب” نجحت “وعملت booming وكانت الأغنية بمثابة فشّة خلق فاللبنانيون يحاولون دوماً تحويل الحزن الى فرح وأمل”.
وتجدر الإشارة الى أنّ شهرة المغنّي الشاب تخطّت حدود لبنان ووصلت الى بلدان عدّة أهمّها الأردن حيث يحيي كارلوس نحو 60 في المئة من حفلات الأعراس فيها، إضافة الى أنّه يغنّي في أعراس في سوريا، والكويت، ومصر... ويشكر كارلوس للجمهور ثقته به ويبقى النجاح بالنسبة إليه نعمة من اللّه.
ليس للمغنّي مدير أعمال إلا أنّه اليوم أضحى في أمسّ الحاجة إليه إذ يقول: “بلّشت ضيّع!” وعلى رغم نجاح كارلوس ورواج أغانيه إلاّ أنه لم يصدر بعد ألبوماً خاصاً به، أما موسيقاه فهي شبيهة بموسيقى الأغاني الشبابية الرائجة.
كارلوس ليس نتاج وسائل الإعلام، ولم يطلّ عبرها بعد، ويندر أن تنشر إعلانات له على الطرق، ولكنه نجح في إيجاد مكان له في الساحة الغنائية، لأسباب لا تتعلق بالقيمة الفنية البحتة لأعماله بل لأن مستمعيه يشعرون بأنه واحد منهم، ولأنه مغنٍّ شعبي يفهم أذواق عشاق السهر.