عـلي عطوي
طرحت مجموعة من الشابات والشبّان سؤال لماذا يغادر اللبنانيون البلاد؟ ووجهته إلى المشاة عندَ الكورنيش البحريّ لمدينة صور.
المجموعة التي تُطلق على نفسها اسم “شباب البيت اللاعنفي” نظّمت حملة استفتائيّة لاستبيان آراء الشباب في الجنوب، و“اكتشاف طريقة تفكير الشباب، وفتح آفاق للتعاون معهم”. وقالت منسّقة الحملة ميساء شور “كثيرون لا يفكّرون بهذا السؤال الملحّ، والذي تحوّل إلى ظاهرة مخيفة، وفقاً لتزايد أعداد الشباب المهاجرين يوماً بعد يوم”.
الاجابات عن السؤال أتت متنوعة، فأحدهم ينسب ازدياد الهجرة إلى “عدم توفر فرص عمَل، وانعدام وجود استقرار أمني وهدوء سياسي”، وآخر يرى: “أنّ غياب الكفاءات واستبدالها بالوساطات، هو السبب الحقيقي وراء لهاث الشباب للخارج”. فيما قال ثالث إنّ: “انعدام الشعور بالانتماء هو الحافز لترك البلد بِمَن فيها”. ورمى رابع المسؤولية على عاتق “السياسة والطائفيّة التي خربت البلد”.
بعض الاجابات كانت بسيطة ومباشرة، منها “انّ تحسين المستوى المعيشي هو الدافع الأساسي للهجرة”. وعكست اجابات أخرى إحباط الشباب اللبناني من واقعهم وترددت مقولات كـ«لو استطعت الهجرة أمس قبل اليوم لفعلت ذلك، لأنني أحمل إجازة في العلوم السياسية منذُ سنوات، وما زلت أبحث عن وظيفة شاغرة». وطرح الشبان الذين شاركوا في استطلاع الحملة العديد من الحلول لتقليل المشاكل التي تواجهم، تتمحور غالبيتها حول مطلب “إلغاء الطائفيّة السياسيّة والتوظيفيّة، وإحلال مبدأ الكفاءة بدل الوساطة واعتماد الدولة العلمانيّة مدخلاً للحلّ، والخروج من دولة الطوائف إلى دولة المؤسسات”. وقد عبّر الشباب عن مشاكلهم بالرسوم، التي لم تخلُ من الرسائل المعبّرة والأليمة في آن، كالرسم الذي قدّمه ربيع شحرور، عبر رسمه قنبلة عنقوديّة تتضمّنها كلمة “الطائفيّة”، ويخرج منها صاعق ومهيّأة للانفجار في أيّة لحظة.