“عندما أغلق العالم عينيه، فتح هو ذراعيه”... تختصر هذه الجملة المكتوبة على ملصق فيلم “فندق رواندا” أحداث العمل الذي رشّح لثلاث جوائز أوسكار والحائز خمس جوائز في مهرجانات سينمائية عالمية منها مهرجان تورونتو. تبدأ الأحداث في نيسان 1994، عندما يُجلى مديرون بلجيكيون إلى فندق “الألف هضبة” من رواندا فور بدء الحرب الأهلية، ويتولى بول (الممثل دون شيدل) إدارته. أراد ذلك الرجل الأسود المتحدر من قبيلة “هوتو” حماية عائلته من بطش قبائل “توتسي”. لكن الظروف المأساوية لا تلبث أن تورطه في مأزق إنساني لا يجد مفراً من التعامل معه: يفتح أبواب الفندق للاجئين من القبيلتين، فينقذ حوالى ألف وثلاثمئة مواطن من الموت. يتعلم لغة الحرب وسلوكياتها ليحميهم، فيقدم الرشى من مال وخمور لطرفي النزاع، ويستغل فساد أحد جنرالات الحرب ليبتزّه. كل ذلك في سبيل حماية اللاجئين. فضلاً عن تركيزه على القصة البطولية لبول روسيساباجينا، يدين “فندق رواندا” الصمت العالمي الذي أحاط بمجزرة أودت بحياة مليون شخص خلال ثلاثة أشهر، واختزلها الإعلام بـ“أحداث تدور في العالم الثالث”، فيما تجاهلتها المنظمات العالمية (في مقدمها الأمم المتحدة) والدول الكبرى... وكانت المحصلة أن بقي المواطنون وحيدين وعزّلاً في مواجهة موت دام. أنتج الفيلم عام 2004، وأخرجه تيري جورج.

الحادية عشرة مساء على The Movie Channel