لم تكد تسدل الستارة عن “أيام بيروت السينمائية” حتى بدأت الاستعدادات لانطلاق “مهرجان بيروت السينمائي الدولي”... كيف يمكن لمدينة تنهض من كبوتها أن تحتمل تظاهرتين سينمائيتين متقاربتين زمنياً؟ الانتاج العربي والمحلي غير كاف لاغناء أكثر من برنامج في الموسم نفسه، لكن هناك الأعمال والأسماء العالمية. إذا كان رهان “أيام بيروت...” هو على سينما الشباب والتجارب اللبنانية والعربية المستقلة، فإن “مهرجان بيروت...” يرنو الى العالمية ويراهن على النجوم. آخر أفلام ألمودفار في الافتتاح، و“عمارة يعقوبيان” في الاختتام، على الأرجح في حضور بعض نجوم الفيلم، مروان حامد وعادل إمام وربّما نور الشريف ويسرا. هناك أيضاً أحدث أفلام البريطاني ستيفن فريرز والاسباني فرانتيشكو فارغاس كيفيدو... وبعض الأسماء العربية الشابة التي تستحق الاهتمام: المصرية كاملة أبو ذكري، واللبنانية الاشكالية كاتيا جرجورة، والمغربية المشاكسة ليلى المراكشي واليمني بدر بن حرصي صاحب أول فيلم روائي طويل في بلده، والسورية هالة عبد الله التي ننتظرها بشوق... الجديد في هذا المهرجان الذي ترعاه وزارة السياحة لا الثقافة (!)، ويدعمه مدير مهرجان البندقية ماركو مولر، أنّه يحظى بتمويل “مؤسسة لي إند غاند” الأميركيّة التي شجعته على رفع شعار “مارسوا السينما لا الحرب”. الشعار مستوحى من مناهضي الحروب الاستعمارية في الغرب خلال القرن الماضي: “مارسوا الحب لا الحرب”... هؤلاء كانوا يحتجون على حكوماتهم الغازية، فعلى من اعتدينا في لبنان كي نرفع اليوم هذا الشعار؟ هذا ــ على الأرجح ــ فرق آخر بين مهرجان كوليت نوفل الذي ينطلق الأربعاء، وبين “أيام بيروت...” التي أفردت تظاهرة خاصة لسينما المقاومة!بيار...