حوراء حوماني
صابرين مجدداً على الشاشة، في مسلسل «كشكول
لكل مواطن»، بعد غياب خمس سنوات أعلنت خلالها ارتداء الحجاب. ما هي الشروط «التعجيزية» التي فرضتها على الإنتاج؟ وما رأيها بعودة المحجبات إلى التلفزيون؟


بعد غياب خمس سنوات، عادت الممثلة المصرية صابرين إلى الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل «كشكول لكل مواطن» الذي يعرض حصرياً على شاشة «المنار». وكانت صابرين قد عزت غيابها الطوعي عن الشاشة إلى إحساسها آنذاك بأنّ مسلسل «أم كلثوم» الذي قامت ببطولته، يعني الوصول إلى القمة، فأعلنت ابتعادها عن الأضواء وتحجبت. لم يخرق غيابها عن التلفزيون سوى برنامجين. إذ قدمت «طلة قمر» على قناة «الرسالة»، عالجت خلاله قضايا الشباب ومشاكلهم، وبرنامج «الصابرين» على قناة «أبو ظبي الفضائية»، الذي يسلط الضوء على أفراد يحاولون الخروج من أزمات يعيشونها. فما الذي ميّز «كشكول لكل مواطن» حتى قررت العودة من خلاله إلى التمثيل؟
تقول صابرين إن وجهة نظرها الفنية تطورت مع الوقت، «كنت أتحدى التمثيل في السابق. أما اليوم، فأنا أريد إيصال رسالة من خلال الدراما، مستخدمة موهبتي التمثيلية لتقويم ظواهر اجتماعية معينة تعيشها الأسرة العربية».
تشير صابرين إلى أن سبب قبولها بالسيناريو، هو بساطته وقربه من الناس، كما مسلسل «أم كلثوم» الذي تناول قصة صعود شخصية بسيطة لتصبح قامة من قامات العالم العربي. أما في «كشكول لكل مواطن»، فهي زوجة بسيطة تتصدر قناعاتها الدينية أول اهتماتها.
فضلاً عن مميزات النص، كانت صابرين ترغب في تقــــديم «عمل إنساني بعيد من المحرمات». وما ساعدها في تحقيق ذلك، فريق العمل «المحترم»، والأجواء «النظيفة» التي أحاطت بعملية التصوير، نافية أي صعوبات في التعامل معها، كما يحدث عادة لدى التعاون مع فنانات محجبات يـــــقررن العودة إلى التــــمثيل.
وكانت وسائل الإعلام قد تحدثت عن شروط «تعجيزية» فرضتها كل من صابرين وسهير البابلي وسهير رمزي، بعدما قررن هذا العام العودة إلى شاشة رمضان. ويحمل «كشكول لكل مواطن» توقيع المخرج عادل قطب والمنتجة ناهد فريد شوقي بالاشتراك مع «مركز بيروت الدولي للإنتاج والتوزيع الفني». وتوضح صابرين: «عندما قررت المشاركة في التصوير، كنت أعرف أن ناهد فريد شوقي من الأشخاص الذين يؤمنون بي وبموهبتي، وخصوصاً أنها تضع نصب عينيها تجربة والدتها الفنانة هدى سلطان التي مثّلت بالحجاب وقدمت أجمل أدوارها».
أما هي فلم تضع أي شرط: «الجهة المنتجة لم تترك لي فرصة الاعتراض على شيء، ولم تعرض ما يمكن رفضه من الأساس». والأمر، حسب صابرين، يعود إلى تقديمها أعمالاً ملتزمة طوال مشوارها الفني، «لذا جاء النص محترماً».
لكن ماذا عن موقفها من رفض التلفزيون المصري عرض أي عمل للفنانات المحجبات على شاشته خلال الشهر الفضيل؟
«انا لم أكن يوماً نجمة سينما، بل ابنة هذا التلفزيون. لذا، أحس بالانتماء والولاء له، علماً بأن قرار المحطة هو قرار شخصي أحترم مضمونه، في ظل فورة ظاهرة الفنانات المحجبات». وتضيف ضاحكة: «إن لم يعرضوه هذا العام فسيقدمونه العام المقبل... وراهم وراهم».
وتعترف بأنها خائفة من الموافقة على أي عمل جديد رغم العروض الكثيرة. أما سبب «خوفها» فيعود إلى بساطة أدائها في «كشكول لكل مواطن». وهي تنتظر رد فعل الجمهور ومدى تقبله للمسلسل، قبل أن تتخذ أي قرار يتعلّق بتغيير نمط أعمالها المقبلة.
في نهاية الحديث، أكدت الممثلة المصرية أنها تحاول الانطلاق من الإنسان في أي نص تقدمه على الشاشة، رافضة إلقاء اللوم على الأنظمة السياسية في كل ما تعانيه الشعوب، «علينا أن ننطلق من أخطائنا الشخصية قبل التنطح لتصحيح أخطاء الآخرين... بات الجميع نقاداً، ولا أحد ينظر إلى عيوبه».