القاهرة ــ محمد محمود
إذا كان الجدل الذي رافق تصوير «العندليب»، وضعه في مكانة خاصة بين الأعمال الدرامية التي نشاهدها خلال شهر رمضان، فإن المسلسل خبأ مفاجأة لم تعلن عنها الشركة المنتجة طوال فترة التصوير. للمرة الأولى، يظهر حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشهير، على شاشة التلفزيون. ويؤدي الممثل عمرو عبد الجليل دور البنا في الحلقات الأربع الأولى التي تتحدث عن طفولة عبد الحليم ومراهقته. غاص المؤلف مدحت العدل في الحلقات الأولى من المسلسل في الظروف التاريخية والسياسية التي أحاطت بنشأة الطفل عبد الحليم شبانة. لكن العدل تجرأ ودفع بالبنا إلى الشاشة. لم يؤيده ولم ينتقده، بل ظهرت جماعة الإخوان المسلمين في مقر عمل الشقيق الأكبر لحليم، إسماعيل شبانة الذي صادق شاباً ينتمي إلى الجماعة. ويظهر هذا الشاب في مشاهد مستقلة، وهو يحضر اجتماعات البنا التي دعا فيها للجهاد في فلسطين. كما ظهر في هذه المشاهد حسن الهضيبي، المرشد الثاني للإخوان عقب اغتيال البنا عام 1949.
ورغم اعتراض الإخوان المسلمين قبل أشهر من إعلان كل من كاتب السيناريو وحيد حامد والصحافي محمد الباز، نية كتابة فيلم عن البنا، أكد منتج «العندليب»، في اتصال مع «الأخبار» أنه لم يتلق أي اعتراض من أي جهة، حتى من الرقابة، عازياً ذلك إلى تقديم شخصية البنا في شكل أقرب إلى الوثائقي.
وأشار العدل إلى أن المـــــسلسل لا يقدم سرداً بسيطاً لحياة العندليب الفنية، بل يتطرق إلى تاريخ مصر في تلك الفترة. وقال: «لذا، ستظهر في المسلسل شخصيات سياسية كثيرة، فضلاً عن جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة. ورغم أن معظمهم لم يعرفوا حليم شخصياً، إننا مصرون على تقديم تاريخ البلاد في تلك الفترة».
ورفض عمرو عبد الجليل الذي أدى دور البنا، التعليق على القصة، مشيراً إلى أنه يتابع أصداء المسلسل من سوريا حيث يصور مشاهد من عمله السينمائي الجديد. وكان عبد الجليل قدم فيلماً نال الشهرة رغم عدم عرضه سينمائياً هو «الناجون من النار»، وجسَّد فيه دور شاب متطرف ينتمي إلى جماعات تكفيرية، ويخطط لقتل شقيقه ضابط الشرطة.
وكانت الرقابة المصرية قد أعلنت أخيراً موافقتها على تقديم فيلم عن حسن البنا، شرط أن تحصل الشركة المنتجة على موافقة مسبقة من الجهات الأمنية، وهو ما يعني أن المهمة ستكون مستحيلة نظراً إلى صعوبة موافقة الجهات الأمنية على تسليط الضوء على شخصية «محظورة» مثل البنا.
وكان نائب من جماعة الإخوان المسلمين قد أعلن أخيراً نجاحه في إقناع أسرة البنا بالموافقة على تصوير شخصيته، خشية نجاح جهات أخرى في تقديم صورة مشوهة عنه في مشاريعها السينمائية. كما اشترطت أسرة البنا ألا يؤدي الدور ممثل معروف.