دمشق ـــ حسن سلمان
بعد مسيرة غنائية طويلة عمرها ربع قرن، أصدر الفنان السوري سميح شقير ديوانه الشعري الأول بعنوان "نجمة واحدة”. يتضمن الديوان الذي تميز بلغة شعرية وبصرية في آن، عدداً من القصائد التي تنتمي الى مراحل زمنية متباعدة، إضافة إلى مجموعة غنّاها شقير خلال مسيرته الفنية.
يؤكد شقير أن مشروعه الشعري تأجل كثيراً، مشيراً إلى أنه ينتظر حركة نقدية جادة لديوانه الأول. يقوم شقير بتلحين جميع أعماله الغنائية، إضافة إلى كتابة أغلب كلماتها، ويبرر ذلك بقوله:“الأغنية فنّ مركب من عوامل عدّة، وتوافر إمكان العمل في هذه العناصر مجتمعة يمنح الأغنية نوعاً من التكامل. المهم أن نستفيد من طاقة هذا النوع الفني في الدخول إلى الوجدان ونجعل منه فسحة أوسع للتعبير عن مكنونات النفس البشرية”. شهدت تجربة شقير الفنية مراحل متعددة: بدأ بالأغنية الوطنية والتراثية ليتحول في مرحلة متأخرة إلى الأغنية السياسية الساخرة التي عدّها بعضهم تحولاً كبيراً في نهج شقير، ويحاول لاحقاً إصدار ألبوم غنائي خاص بالأغنية الصوفية.
يقول شقير: “أسعى إلى التكامل عبر تقديم هذا الكم الكبير من الأنواع الغنائية. الأغنية السياسية الساخرة هي مشروع قديم لكن توقيته جاء الآن، وأظنّ أني أضفت شيئاً جديداً إلى المكتبة الموسيقية العربية ضمن حيز العمل الساخر”. ويرى الفنان والشاعر السوري أن الأغنية السياسية الساخرة هي من أهم الأنواع الغنائية وأصعبها، لأنه ليس من السهل تقديم أغنية تحمل مضموناً كبيراً ضمن قالب مضحك ومبكٍ في آن.
ويعتقد شقير أن تراجع الأغنية الوطنية يعود إلى الذهنية الإعلامية العربية المتخلّفة التي تجعل الأغنية الوطنية تظهر بشكل جلي في ظروف أو مواسم معينة ثم تختفي لتترك مكانها للأغنية السائدة التي تخلو من القيم والأحاسيس. وحول “اتهامه” بالانضمام إلى أحد الأحزاب اليسارية، يقول شقير: "أن أكون يسارياً أو قادماً من الفكر اليساري شرف لا أدعيه، لكني أعتقد بأن اليسار كان دوماً الحضن الدافئ للأفكار العادلة”. ويضيف: "إنه من الأفضل أن تقرن تطلعك نحو التغيير بوجود مجتمع متكامل تتحرّر فيه الناس من الفقر والاضطهاد”.
وحول تجربة الفنانة سهير شقير التي رافقت سميح في جميع أعماله، يقول: “لحسن حظي أن هذا الصوت الكبير شاركني هذه التجربة التي حوصرت مراراً. وعلى كل حال، هناك أعمال جديدة لسهير ننتظر الوقت لتسجيلها”.
ويقوم شقير بين حين وآخر بوضع موسيقى تصويرية للمسرح والتلفزيون والسينما، وهو ألّف في هذا المجال أكثر من 45 عملاً غنائياً خاصاً بالأطفال.
يرى شقير أن الأغنية الحالية تعاني بؤساً شديداً في مجالات عدة، مشيراً إلى أن هناك تعدياً على الذوق والحس الفني من خلال التلوث السمعي التي تقوم به بعض الفضائيات. ويؤكد أن هناك حالة تردّ كبيرة في مختلف الفنون مشيراً إلى أن "الأزمنة الرديئة قلّما تنتج فناً جيداً”. ويضيف: “أعتقد أننا ما زلنا مطالبين بالغناء للدفاع عن تطلعات الإنسان وفرحه ولنعطي أغنية لها صورة هذا الإنسان”.