الجزائر - الياس مهدي
أول مشاريعها برنامج «ستار أكاديمي»... إنما بنكهة مغاربية من انتاج جنان الملاط! «قروي موسيقى» شركة إنتاج جديدة، طموحها اعادة الاعتبار الى فناني المغرب العربي. كي لا يضطر هؤلاء بعد اليوم للهجرة الى مصر ولبنان طلباً للشهرة!
تعتزم شركة «قروي آند قروي» التونسية دخول الساحة الفنية بقوة، وعلى أكثر من صعيد. وبعدما قررت تقديم برنامج «ستار أكاديمي» بنكهة مغاربية، ستطلق، نهاية الشهر الجاري، شركة «قروي آند قروي موسيقى» لإنتاج الألبومات الغنائية. وستعلن الشركة عن مشاريعها عبر القناة الجديدة «نسمة تي في» التي أسستها ويبدأ بثها قريباً.
في حديث إلى «الأخبار»، أشارت المسؤولة الإعلامية مريم بزازي إلى أن الشركة ستكون منافساً قوياً لـ «روتانا»، خصوصاً أنها تسعى إلى استغلال الفراغ الذي يعاني منه فنانو منطقة المغرب العربي، بسبب تركيز شركة «روتانا» على نجوم بلاد الشام والخليج. كما أنّ الشركة السعودية لم توقع عقوداً فنية إلا مع عدد قليل من فناني المغرب العربي، أبرزهم فلة عبابسة من الجزائر وصابر الرباعي والراحلة ذكرى من تونس.
نشاط شركة «قروي موسيقى» سيتركز إذاً على المغرب العربي، وتعمل على نشر تراث المنطقة الثقافي والفني الذي لم يلق الرواج الكافي حتى اليوم. وقد وقعت الشركة التي افتتحت فروعاً لها في تونس والجزائر والمغرب، عقود عمل مع أصوات شابة، من أجل صقل موهبتها، وإنتاج ألبومات غنائية لها وتنظيم جولات فنية في أبرز العواصم العربية والأوروبية دول العالم تنطلق بداية العام 2007.
وفي ظل أزمة الإنتاج التي يعاني منها فنانو المغرب العربي، وافتقار المنطقة إلى استديوهات تسجيل، وغياب حملات الترويج الإعلامي وسياسة توزيع حقيقية، ستتكفل الشركة بمتابعة الفنانين المغاربة ودعمهم. وإذا كان الاعلان عن برنامج «ستار أكاديمي - المغرب العربي» الذي تشرف عليه المنتجة اللبنانية جنان ملاط، ترافق مع حملة ترويج ضخمة، فقد أحاطت السرية التامة بتأسيس شركة الإنتاج واختيار المطربين الذين ستتعاون معهم.
قريباً إذاً يكتشف جمهور المشرق العربي المطربين الذين اختارتهم «قروي». من الجزائر نشير الى بعزيز (المعروف بأعماله السياسية والاجتماعية الساخرة)، وعبد القادر شاعو، وحمدي بناني، وحسين لصنامي، والشاب أنور، وحميدو، وحكيم صالحي، وندى الريحان، وفرقة «الدزاير». أما من تونس فوقعت الشركة عقوداً مع وفا جمال، أليسا عربي، سيرين بن موسى، رامي خليل، عماد عزيز، أحمد الطرابلسي، مقداد ساحيلي، ومهدي أمين. وفي المغرب تم الاتفاق مع الحاج درهم، فاطمة عزارة لعروسي، بشير عبدو، تيرالين، سعيد باي، يونس عسكوري وغيرهم. وهؤلاء الفنانون الذين لم يحققوا الرواج حتى في المغرب العربي، يعوّلون على الشركة كي تضع حداً للتهميش والإقصاء الذي عانوا منه طويلاً.
وكانت أسماء كثيرة اضطرت للانتقال إلى القاهرة وبيروت بحثاً عن فرصة للظهور، فتحمّلت أعباء باهظة في إنتظار أن تنفتح أبواب الشهرة. وتعرّض بعض هؤلاء المطربين إلى هجوم حاد من جمهورهم بسبب لجوئهم إلى الأغنية اللبنانية والمصرية من أجل تحقيق النجاح، كون أهل الشرق الأوسط والخليج لا يفهمون اللهجة المغاربية.
وبقيت الأغنية المغاربية مهمشة الى أن اكتشف اخيراً مطربون مصريون ولبنانيون وخليجيون جمالية إيقاعاتها وألحانها وقدموها في أغانيهم، على غرار ما فعلت أصالة نصري وعلاء الزلزلي وحسين الجسمي وغيرهم. ومن رفض غناء اللهجة المصرية واللبنانية، اضطر إلى الهجرة إلى أوروبا، كما فعل الشاب خالد والشاب مامي، وتبعهما بعد ذلك الكثير من الفنانين تونس والمغرب.
ونجح الشاب خالد في الترويج لأغنية الراي الجزائرية قبل أن يدخل بها منطقة المشرق العربي. واحتلت أغنية الراي مكانة كبيرة ولقيت رواجاً لدى شباب مختلف الدول العربية. وأقدم بعض المشاهير امثال عمرو دياب ووليد توفيق وديانا حداد وراغب علامة وإليسا وأمل حجازي واصالة على تقديم أغان مشتركة مع فنانين من المغرب مثل صابر الرباعي ولطيفة العرفاوي من تونس والشاب خالد والشاب مامي وفوديل من الجزائر، وسميرة سعيد من المغرب، والشاب جيلاني من ليبيا...
ولعل هذا النجاح الذي لاقته الأغنية المغاربية على اختلاف مشاربها في المشرق العربي، خلال السنوات الأخيرة، هو ما دفع «قوري آند قروي» إلى دخول المغامرة، سعياً الى اختضان المواهب المغاربية ةمشر نتاجها. ويبدو أن شركة «روتانا» بدأت تستشعر الخطر الآتي من المغرب العربي... وها هي الشركة السعودية تفتتح فرعاً لها في الجزائر، عن طريق اتفاقية ثنائية وقعتها مع شركة «كاديك» الجزائرية لتوزيع الأشرطة الفنية والأفلام العربية في الجزائر. وبعـــــطي العقد المـــــذكور أيضاً لـ “روتانا” الحق الحصري في توزيع الأغنية المغـــاربية في دول المشــــرق العربي.
«قروي آند قروي» تراهن كثيراً على تجربتها الجديدة، فهل تنجح في منافسة «روتانا» التي لم تعد قادرة على ما يبدو - كما اعترفت أخيراً - على ضمّ جميع الفنانين العرب تحت جناحيها.