عمان ــ محمد فرحان
“كأنها الحلقة الأضعف، والمشروع المكشوف في مشروعيته، أو كأنها الحِمل الزائد في مسيرتنا، الفائض عن حاجتنا، والترف الذي تستهوينا ممارسته بقصد التسلية”. ما سبق مقتطع من افتتاحية رئيس تحرير مجلة “عمان الثقافية” عبد الله حمدان، في العدد الـ 135 للمجلة. ويستنكر حمدان في كلمته أن “تتحوّل الثقافة مسألة هامشية على أجندتنا القومية في الوقت الذي تنظر إليها الأمم الأخرى نظرة مغايرة تماماً”.
أولى الدراسات التي تضمنها العدد الجديد من المجلة تحمل توقيع الجزائري منقور عبد الجليل بعنوان “الدلالة والتأويل في الخطابالأصولي التراثي”. بينما يقدم مصطفى الكيلاني قراءة في الأعمال الشعرية لهادي دانيال، بعنوان “الموت من خلفي ومن أمامي ولكني...”. ومن جهته، يقدم الناقد المغربي خالد أقلعي قراءة في نصوص “صباح وشتاء” (34 مقطعاً سردياً) لسيد البحراوي، مشيراً إلى أنها تنتقل بالقارئ إلى معايشة أجواء نفسية وطقوس مختلفة.
ومن المغرب، تأتي مشاركة الكاتب إدريس الكريوي عن “بدوي الجبل شاعر الحب”، فيما يمضي الشاعر محمد عبيد الله في «مواصلة الحفر في المنطقة النفسية المأزومة”، مقدّماً دراسة نقدية لمجموعة القاصّة بسمة النسور “مزيداً من الوحشة”. أما الباحث المغربي عبد المالك أشبهون فيقترب من “مخلوقات كمال الرياحي الغريبة والعجيبة”. فيما يعاين الشاعر مروان حمدان تجربة الشاعر أميري بركة، وهو كاتب مسرحي وشاعر وروائي عبّر صوته عن غضب الأميركيين الإفريقيين.... وكانت كتاباته سلاحاً ضد التمييز العنصري، ولاحقاً دعوة إلى الاشتراكية العلمية بعد اعتناقه الإسلام.
ومن سوريا يشارك الباحث نبيل سليمان في دراسة “مشهديات نجيب محفوظ بين السرد والحوار”، فيما يتناول الناقد إبراهيم خليل في بحثه عميد الرواية العربية من وجهة نظر تأريخيّة. وفي المناخ نفسه تتناول سناء شعلان “الرحلة الأسطورية في رواية رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ”.
ويتطرّق الباحث السوري عبد اللطيف الأرناؤوط إلى تجربة غادة السمان، مسلطاً الضوء على أهم محطاتها في ضوء تطور حركة تحرير المرأة في العالم العربي... ويفند مواقف السمان الفكرية والثقافية في كتابها “امرأة عربية .. وحرة”. وتحت عنوان “تراجيديا زمن غائب في سقوط زمن حاضر” يقدّم الناقد المغربي عبد الرحمن بن زيدان قراءة نقدية لرواية “صبوة في خريف العمر” لحسن أوريد. ومن المغرب أيضاً، تأتي مشاركة زهرو كرام تحت عنوان “المرأة واللغة في كتابات نساء عصر النهضة”. فيما تتوقف آمال منصور عند “الخطاب الابداعي النسوي بين سلطة المتخيّل وسؤال الهوية ــ ربيعة جلطي وأحلام مستغانمي نموذجاً”. ويدرس الناقد العراقي طراد الكبيسي “الرواية القصيرة: الأمل والتسمية والمميزات”، فيما يقتفي الكاتب المصري شوقي بدر يوسف آثار “البعد الإنساني في قصص تشيخوف”.
وعلى رغم ثراء مادتها وتنوعها، تطرح مجلة “عمان الثقافية” في عددها الجديد سؤالاً أساسياً عن مستقبل هذا النوع من الإصدارات، وتسلط الضوء على حالة القطيعة بين هذا النوع من المنابر وبين القارئ الجاد الذي بات أكثر تطلباً من جهة، وعملة نادرة في كلّ الأحوال.