عبد الغني طليس
ليس لأنها مغنية، بل لأنها مذيعة ذات شهرة عربية واسعة، “يحق” لها أن توسّع دائرة اهتماماتها الفنية. ومن هذا المنطلق، أقدمت رزان المغربي على تصوير فيديو كليب تظهر فيه كراقصة استعراضية تحاول تقليد شاكيرا أو هيفا وهبي، أو تقديم شخصية خاصة تكون بها مزيجاً من شاكيرا وهيفا ورزان. قدمت مغربي الكليب للمحطات التلفزيونية التي تبدو متلهفة لأي عمل فيه رقص وغناء وأمور أخرى!
لا تهتم رزان بمستوى موهبتها الغنائية. ملكة التقديم عندها، واحترافها إجراء المقابلات مع أشهر نجوم العالم، يبرران لها التأقلم مع الاجواء الغنائية الى حد المشاركة فيها. وهذه قاعدة جديدة تأخذ حيزاً كبيراً من الحياة الفنية في الوقت الراهن. ومن لا يعجبه ذلك، عليه أن يستعين بالـ“ريموت كونترول” لا اكثر ولا أقل، من دون أن ينبس ببنت شفة أو يعترض.
لا يهم إن كنت غير مقتنع بموهبتها الجديدة، فهي مؤمنة بصوتها. ولا يستطيع أحد أن يمنعها من تحقيق هدفها، خصوصاً أنّ الفضائيات رحّبت بها، وشركات الانتاج شرعت ابوابها لها، والإعلام أشعل الضوء الأخضر للحديث عن مادة جديدة مثيرة للجدل. وهذا كله كافٍ لتطرق رزان باب الغناء.
في الكليب، تغنّي رزان وهي ترتدي ملابس استعراضية كاشفة، وترقص رقصاً إيحائياً. لكنها، في كل ذلك، لا تقدم انطباعاً حقيقياً بأنها مغنّية أو راقصة أو حتى فنانة قادرة على لفت الأنظار عبر ارتداء الملابس الاستعراضية.
“يحق” لرزان أن تمنح نفسها فرصة غنائية عندما ترى أن الفرص متاحة امام فتيات التلفزيون وفتيات عرض الازياء والتمثيل. كما “يحق” لمن يشاهد عملها الجديد أن ينتقد ما لم تكن تتوقعه أو تنتبه إليه. والسؤال المطروح هنا: هل حقاً كانت رزان مهتمة بالغناء عندما قرّرت تقديم كليبها الجديد؟ أم أنها أرادت مشاركة الآخرين في استقطاب الأضواء وملء هواء التلفزيون. وان لم يكن بالكلام وحده فبالغناء أيضاً ثم الفيديو كليب؟
أغلب الظن أن رزان أرادت تجريب شيء جديد، فجرّبت الغناء، ثم اختبرت الاستديو، والفيديو كليب، والرقص، والايحاء. لكنها لم تنجح في أي من هذه التجارب: صوتها ضعيف، والفيديو كليب مفتعل، والرقص مصطنع.
ستجد رزان مغربي من “يشكرها” على هذا الكليب، ومن يشجعها على تقديم أعمال أخرى. كما ستجد من يدعوها الى تقديم فنّ جيّد لمواجهة الموجة الغنائية الهابطة. لكن هل يعترف لها أحدهم بفشلها في إثبات تعدد مواهبها!