فاز الأميركي روجر كورنبرغ بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2006 تقديراً لبحوثه في مجال الخلايا التي تناولت “الطريقة التي تُنسخ بها المعلومات الجينية ثم تُنقل أقسام الخلايا التي تنتج البروتين”. وفق ما جاء في بيان لجنة الجائزة. كورنبرغ هو أول عالم تمكن من رسم حقيقي لهذه الدورة من مستوى الخلايا. وكان قد لفت في حديث نقلته مجلات علمية عام 2000 إلى أن رسم الخريطة استغرق خمس سنوات. إضافة إلى قيمته العلمية، حمل فوز كورنبرغ أبعاداً مختلفة، فالرجل كما يقال في العامية “سرّ أبيه” آرثر كورنبرغ الذي فاز عام 1959 بجائزة نوب للطب. وروجر أميركي ينضم إلى قافلة مواطنيه الذين استأثروا حتى الآن بجوائز نوبل لهذا العام، فقد ذهبت نوبل الفيزياء للأميركيين جون ماثر وجورج سموت، أما جائزة الطب فكانت من نصيب العالمين الأميركيين أندرو زد فاير وكريغ سي ميلو لاكتشافهما آلية للتحكم في تدفق المعلومات الوراثية على المستوى الجزيئي داخل الخلايا. وهو اكتشاف يتلاقى في بعض مستوياته مع أبحاث كورنبرغ.
علّق باحثون على فوز كورنبرغ بأن أبناء هذه العائلة يعشقون الذرّات أو الجزيئيات، فالأب آرثر نال جائزة نوبل قبل 47 عاماً تقديراً لأبحاثه عن دور الخميرة (Enzyme) في مضاعفة الحمض النووي (ADN)، يومها جلس الابن البالغ من العمر 12 عاماً بين الحضور يصفّق لوالده ويحلم بجائزة مماثلة.
بعد تخرجه في الجامعة، انتقل روجر إلى مختبرات العالم فرانسيس كريك حامل جائزة نوبل والمشارك في اكتشاف الحمض النووي.
كورنبرغ حالياً أستاذ في كلية الطب في جامعة ستانفورد الأميركية، وقال عقب اعلان فوزه “سعدت كثيراً، ولم أتوقع الفوز بالجائزة، أقبلها بسرور كبير، وهي لي ولخمسين باحثاً يعملون في فريقي”.
الصور والنتائج التي توصل إليها روجر كورنبرغ تعدّ “من المفاتيح الأساسية لفهم الحياة” وفق ما جاء في بيان لجنة الجائزة. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن العجز أو التخلف في عملية نسخ المعلومات الجينية ثم نقلها الى اقسام خلايا الجسم، من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض خطيرة، منها أنواع مختلفة من مرض السرطان، وأمراض القلب وأنواع متنوعة من الاتهابات.
فوز كورنبرغ سيعيد إلى الأذهان ذلك النقاش الذي تلى الاعلان عن الخريطة التي توصل إليها. في ذلك الوقت، كتبت مجلات علمية أن “عصر البحوث حول الجينات لن يدوم طويلاً، وستحتل البحوث حول البروتينات الصدارة في أولويات العلماء، لقد بدأ هؤلاء يتنبهون إلى أن ثمة بروتينات أكثر أهمية من الجينات”، وجاء هذا الكلام تعلقياً على استتناجات كورنبرغ بشأن طريقة نسخ أو نقل المعلومات الجينية إلى الخلايا، وهنا تتلاقى أبحاثه مع تقنية “عمل تداخل الحمض الريبي النووي المراسل” (آر أن أي إنترفيرنس) التي توصل إليها الفائزون بجائزة نوبل للطب. كورنبرغ كان قد نال عام 2002 جائزة شارل ليوبولد ماير لمجموعة اكتشافات توصل إليها، بينها الرسم الذي حصل بسببه على جائزة نوبل.
(الأخبار)