الجزائر ــ بسمة كراشة
بدأت التكهنات حول الأسماء الأوفر حظاً للحصول على جائزة نوبل للآداب التي ستعلن في 13 من الشهر الحالي. لائحة المرشّحين طويلة هذه السنة، من البيروفي ماريو فارغاس يوسا، مروراً بالأميركي فيليب روث، وصولاً إلى الإسرائيلي أموس أوز الذي دعم العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. أما العرب فلديهم مرشحان كبيران، هما الشاعر أدونيس والأديبة الجزائرية آسيا جبار، صاحبة “بعيداً عن المدينة” (1991).
كانت جبار التي تكتب بالفرنسية أول جزائرية وأول عربية مسلمة تدخل الأكاديمية الفرنسية وتجلس على كرسي جورج فوديل (الكرسي الخامس) في 16 تموز (يوليو) 2005. كما أنّها ثالث اسم جزائري يرشح لجائزة نوبل بعد رشيد بوجدرة ومحمد ديب.
اسمها الأصلي، فاطمة الزهراء إيملاين (1936) حصدت جوائز كثيرة منها جائزة “الحرية” في فرانكفورت الألمانية عام 1989، ثم جائزة “السلام للناشرين الألمان” عام 2000. ترجمت أعمالها إلى 21 لغة، ولا سيما روايتها “بعيداً عن المدينة” التي تُرجمت إلى العربية والإنكليزية والألمانية والإيطالية. وبين رواية وأخرى، كانت صاحبة “الظمأ” (1957) تترك قلمها لتقف وراء الكاميرا. هكذا، أخرجت فيلم “نوبة نساء جبل شنوة” (1978) الذي حصل على جائزة النقد الدولي في مهرجان البندقية الإيطالي عام 1979. وبعد سنوات، أخرجت الفيلم الوثائقي “الزردة أو أغاني النسيان” (1982) الذي حصل على جائزة في مهرجان برلين عام 1983 ووُصف بأنه أفضل فيلم تاريخي.
أثارت هذه الكاتبة الجدل، إذ حفلت أعمالها بالتمرّد على المجتمع الذكوري والتقاليد، ومنحت صوتاً للمرأة الجزائرية. عدّها بعضهم رمزاً للمناضلة المثقفة، فيما رأى بعضهم الآخر فيها جرأةً تصل إلى الفضائحية. لكنهم أجمعوا على أنّ صاحبة “واسع هو السجن” (1995) تخطّت الحدود الجغرافية، لتكون مرشّحة للمرة الثانية لجائزة نوبل.