بغداد ــ الأخبار
منارة الحدباء التاريخية في مدينة الموصل تعيش أيامها الأخيرة، هذا ما يتخوف منه علماء الآثار في العراق، وقال بعضهم إن «قاعدة المنارة تطـــــــفو فـــــــــوق بحـــــــيرة من المياه الجوفية وهي تتـــــــآكل يوما بعد آخر»، وحذروا من أن الشقوق والتصدعات الخطرة التي بدأت تظهر وتتضخم في أجزاء كبــــــيرة منها ستؤدي إلى انهيارها حتماً إذا لم تتدخل أيد ماهرة ومتخـــــصصة في إنقاذها. وقال مسؤول من مفتشية الآثار العراقية: «إن دراسات معمقة وضعت لإنقاذ منارة الحدباء»، لكن غياب الأموال اللازمة حال دون تنفيذها. ويرى مهندسون أن ترميم المنارة لن يؤدي إلى المحافظة عليها من عوامل الزمن والطبيعة مستقبلاً، بسبب نقص الكوادر المتخصصة والأدوات اللازمة. وأضاف: «لا بد من الاستعانة بخبرات دولية وبتخصيصات مالية كــــــبيرة، لأن كل ما سنفـــــــعله هو مجرد سد الشـــــــــقوق والاهتمام بالمظهر الخارجي فــــقط ، في حين أن الأمر يتــــــــــطلب حلاً جذرياً بتقوية الأساس باستـــــــخدام نوع خاص من الإسمنــــــــت وتمـــــتين جوف المنارة بــــــمواد أخرى تطــــــيل عمرها، وبعد ذلك يأتي دور دائرة المجاري لإيجاد حل للتخلص من مشكـــــلة المياه المتجــــــــــمعـــــة في المنطــقة بســـــــــبب ســـــــــــوء وضع شبكات الــــــــــــتصريف فيها، وتشكــــــــــيل لجان خاصة من محافظة نينوى ومفتشـــــــــــية الآثار ومديـــــرية الوقــــــــــف وحتى وزارة الثــــــــــقافة من أجل وضع التدابير اللازمة لحماية هذا الرمز الديني والحضاري» .
ويرجع المؤرخون تاريخ إنشاء الجامع النوري أو ما يعرف اليوم بالجامع الكبير حيث تقع منارة الحدباء، إلى القرن السادس الهجري 1172 بأمر من السلطان نور الدين محمود عماد الدين زنكي، وبتكلفة قدرتها كتب التاريخ بنحو ستين ألف دينار من الذهب.