خالد صاغيّة
بين مرجعيون وطريق المطار عدد لا بأس به من الكيلومترات. رجل واحد استطاع أن يقطع المسافة برشاقة، ومن دون أن ينقطع له نفس. رجل واحد استطاع أن ينجز المهمّة بتفوّق. رجل يدعى أحمد فتفت.
يعرف اللبنانيون الكثير عن مآثر الوزير فتفت في الداخليّة، أي في الوزارة التي يتولّاها بالوكالة. لكنّ قلّة منهم انتبهت إلى ما حقّقه معاليه في وزارة الشباب والرياضة، الوزارة التي يتولّاها بالأصالة.
فإضافة إلى تقديم نفسه مثالاً للّياقة البدنيّة حين خاض ماراتون «مرجعيون ــ طريق المطار»، فإنّ أفضاله تمتدّ لتشمل أيضاً تشجيع الروح الرياضيّة بين المواطن والدولة.
فانظروا إلى الضحايا الذين سقطوا في مرجعيون وفي الضاحية نتيجة التكتيكات المدروسة للكابتن فتفت. في كلتا الحالتين، بدا معاليه وكأنّه لا شيء يقدّمه لأهالي الضحايا سوى دعوتهم إلى التحلّي بالروح الرياضيّة.
فما يستدعي الاستنكار في مرجعيون ليس سلوك القوى الأمنيّة، ولا حتّى سقوط الضحايا على رغم الخدمة الجيّدة لدى تقديم الشاي. وما يستدعي الاستنكار في طريق المطار ليس الضحيتين اللتين سقطتا، ولا الرشى التي يقول الأهالي إنّها كانت تُدفع للقوى الأمنية. فهذه كلّها تفاصيل يجب ألا يتوقّف عندها من يتمتّع بالروح الرياضية.
على اللبنانيين أن يغفروا للكابتن فتفت لأنّ ما نشهده ليس في الواقع إلا حملة على مستقبله السياسي. لا يتوانى الرجل عن ترداد ذلك، حتّى قبل أن يجفّ دم الضحايا. والرجل كلّ ذنبه قليل من الرشاقة.