علي سلمان
تجاوز أبو شرف الثمانين من عمره، وهو لا يزال عازباً والسبب كما يقول ليس “قلة النساء”، ولكنه سبب سياسي وهو رهن بعودة فلسطين. وشرف أبي شرف لا يسمح له بالزواج بعد العهد الذي قطعه على نفسه بعد النكبة عام 1948.
يردد أبو شرف أنه ملتصق بالأرض التي أحبها منذ كان “ثائراً” في الأربعينيات من القرن الماضي حيث كان يقوم بـــــمهمات خدمــــــــــــاتية شــــاقة ويقطع مسافات طويلة انطلاقاً من البقاع ســـــــــيراً على الأقــــــــدام ليصل الى فلسطين لنصرة إخوته هناك.
عزّ على أبي شرف أن يحتل الصهاينة أرضاً عربية ويدنّسوا المقدسات فـــــقـــــام بواجبه القومي تجاه هذه القـــــــــــضية كما يقول، إلا انه اعتبر انه جُـــــرح فــــــي الصميم ويشعر بأن كــــــــــرامـــــــــــته محـــــــاربة لأن الأرض لا تـــــــزال محتلة.
لـم يجد أبو شرف وســــــــيــــــــــلة لإعلان غـــــــــــــضـــــبه إلاّ أن يـــــــعـــــــاهد نفسه بألا يــــــتـــــــزوج قـــــــبل تحرير فلســـــــطين.
عهد لم يخنه أبو شرف على رغم أنه وقع مراراً خلال فترة شـــــــبابه في حب العـــديد من الـنساء اللواتي كنّ يتفاجأن بقراره الذي لم يتراجع عنه حتى اليوم وهو يمشي وحيداً في منزله.
لا أحد يعرف أبا شرف باسمه الحقيقي، لكن أبناء بلدته غربي بعلبك يعرفون أنه ليس نادماً ولن يتراجع عن قراره.