“بيروت ما بتموت” لم يجد طريقه الى الشاشة! فيلم كاتيا جرجورة الذي انتظره جمهور “مهرجان بيروت الدولي للسينما” بفضول وشوق، بصفته الشريط الوحيد الذي يذكّر بأن حرباً فظيعة شنّت على لبنان قبل أقل من شهرين، حجب في اللحظات الأخيرة يوم السبت الماضي، لأسباب ما زالت مثار تخمينات وتساؤلات، واستبدل به الفيلم الكولومبي «ماريا الممتلئة نعمة» حسب “رويترز”. وأوردت الوكالة الخبر كالآتي: “سحب فيلم مثير للجدل عن الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله من العرض في “مهرجان بيروت الدولي السابع للسينما”، بعدما رفضت الرقابة اللبنانية الترخيص بعرضه”. لكن كوليت نوفل مديرة المهرجان، تؤكد أنه “ليس في الأمر أي منع من قبل الرقابة”، وتضيف: “كل ما في الأمر أن النسخة لم تسلم في الوقت المناسب”.وكانت كاتيا جرجورة سارعت الى الضاحية الجنوبية لتصوّر أعضاء فرقة الراب الشهيرة “قطاع بيروت”، يرتجلون كلمات وأغنيات وسط الركام. وسألنا السينمائية الشابة عن سبب سحب فيلمها القصير (7 دقائق) من البرمجة، فأكدت أنها لم تحصل على إذن تصوير مسبق، ولم تقم بالاجراءات اللازمة لتسوية المسألة في الوقت المناسب. من المستغرب طبعاً أن ادارة المهرجان لم تحسب هذه الحسابات قبل برمجة الشريط، ما سمح لبعضهم بتأويل هذا الغياب المفاجئ، واعتبار الأمر رقابة غير مباشرة على “شريط تعبوي لا يخدم سياسة الأكثرية”.
أما عن إلغاء عرضي فيلم ألمودوفار “فولفر”، فتؤكّد كوليت خوري أنه تمّ “بطلب من الموزع الذي فاجأه الاقبال على الشريط ليلة الافتتاح، فقرر توزيعه تجارياً في بيروت”. ومما لا شك فيه، أن هذا النوع من المفاجآت يسيء الى صدقية التظاهرة التي كانت أعلنت للجمهور عن عرضين للفيلم (الجمعة والسبت الماضيين).
ويختتم “مهرجان بيروت السينمائي الدولي” مساء الأربعاء في «قصر الأونيسكو»، بفيلم “عمارة يعقوبيان” الذي رشح هذا العام لأوسكار أفضل فيلم أجنبي.