محمد رضا
تتنافس المهرجانات السينمائية الغربية على استقطاب كبار النجوم. تردّد مثلاً أن مهرجان روما السينمائي دفع مبلغاً كبيراً من المال للممثلة نيكول كيدمان كي تفتتح دورته الجديدة بعد أيام. لكن القضية تبقى أشد صعوبة في المهرجانات العربية لأسباب عدة. لا شك في أن الرغبة في استضافة كبار النجوم من حق كل مهرجان عربي. الا أنّه ليس في استطاعة كل مهرجان عربي أن يحصل على هذا «الامتياز»!
لنبدأ بمهرجانات “مراكش” و“قرطاج” و“القاهرة” و“دبي” التي ستتوالى قريباً.
يمكن القول إنّ المهرجان الأكثر نجاحاً في جذب كبار النجوم هو مهرجان مراكش. إذ حفلت السنوات الماضية بكبار الممثلين والنجوم من راسل كراو الى فرنسيس فورد كوبولا، ومن المخرجين أوليڤر ستون وريدلي سكوت الى الممثلين شون كونري وكولِن فارل. حتى ثلاثي أضواء المهرجانات يسرا وإلهام شاهين والمخرجة إيناس الدغيدي انخرطن في الجوّ، واختلطن بنجوم العالم وعدن سعيدات بإنجاز صغير تحقق... وحلم أكبر لم يتحقق بعد. أما مهرجان قرطاج، فإن النجوم الذين يسعى إليهم يكونون قريبي المنال عادةً: وجوه من السينما المصرية والسورية والتونسية. وينجح أحياناً في زج مخرج فرنسي في لجنة التحكيم. لكن ليس هناك من مهرجان سعى الى النجوم أكثر من مهرجان القاهرة. لكن مشكلته متعددة الوجوه: لا يتمتع الاعلام المحلي بخبرة كافية في التعامل مع الممثلين الأجانب، فيما الصحافيون غير مزوّدين في كثير من الأحيان باللغة التي تمكّنهم من التواصل مع هؤلاء النجوم، ناهيك عن عدم تمتّعهم بالخلفية الثقافية والمعرفية الكافية للتعاطي مع هذا الضيف أو ذاك. ولا بد من التوقف عند غياب الاطار التنظيمي الفاعل للتعامل مع الممثل، بصفته أكثر من أيقونة لأخذ صورة تذكارية معه! والأهم من كل ذلك عدم اهتمام مهرجان القاهرة بكيفية الاستفادة من ضيوفه. يبقى النجم طوال المهرجان، فيما لا يتضمن البرنامج أي نشاط سينمائي يخصه أو يدور حوله. ويأتي غياب الصحافة العالمية عن التظاهرة ليزيد المشهد بؤساً. لو حضر توم كروز مثلاً، فإن صورته لن تُنشر في صحيفة “نيويورك تايمز” أو حتى في “نيودلهي تايمز”!
نصل أخيراً الى مهرجان دبي. لقد استطاع تجاوز بعض العثرات لا كلها. وجود أورلاندو بلوم ومورغان فريمان وسارا جسيكا باركر ساهم في تعزيز صورته. هذا الى جانب منهج عمل مدروس، وإعلام مُخطط له على نحو صحيح. المؤكد أنه لولا المحيط المضطرب للمنطقة، لتحوّل المهرجان من دورتيه الأولى والثانية الى درّة كونية.
وواقعنا في المهرجانات العربية يختلف في شكل جذري عن المهرجانات الغربية. فالمهرجانات الكبيرة في أوروبا والقارة الأميركية وجنوب شرق آسيا، مرتبطة كلها بأســــــواق فاعلة ونشطة. لذلك نرى المنتج مهتماً بالتوجّه بفيلمه إليها لأن توجّهه سيكون مثار حملة إعلامية يستفيد منها الفيلم حتى حين لا يعجب النقاد. وتخطّط هوليوود عادة لقطار من النجوم ينطلق من البندقية، ثم يتشعّب الى مهرجانات سينمائية أوروبية وأميركية. فيما وضع السوق العربية هشّ، والقسط الأوفر من الجمهور برمج مشاهداته على أفلام حتى هوليوود ترفض إرسالها الى المهرجانات!