خالد صاغيّة
عملاً بقول المثل «القرد بعين أمّه غزال»، قد تتحرّر فلسطين قبل أن يتوقّف السنيورة عن التغزّل بدموعه. آخر المطاف، ونأمل أن يكون الأخير حقاً، كان حديثه إلى صحيفة «وول ستريت جورنال». سئل عن ردّه على قول نصر اللّه إنّ «الدموع لا تحرّر أرضاً»، فأجاب: «الدموع التي ذرفتها كان لها تأثير في العالم العربيّ كلّه أكثر من آلاف الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل»!
قد يتفاجأ البعض، ربّما، من قدر المبالغة في هذا التصريح. لكنّ المتفاجئين لا يعرفون العالم العربيّ جيّداً. فمنذ النكبة، وخصوصاً بعد نكسة عام 1967، و«العالم العربيّ كلّه» ينتظر بفارغ الصبر دمعة تعيد له كرامته. عبد الناصر، شخصياً، تأثّر كثيراً في قبره. فأخيراً، جاء من يحقّق شعاره: «اسكب دمعك يا أخي».
بعض الأصدقاء العائدين من القاهرة يخبرون عن أرباح طائلة يجنيها تجّار «خان الخليلي»، إذ يبيعون حناجير مياه تحوي قطرة من دموع السنيورة. الحناجير نفسها وجدها أصدقاء آخرون في عمّان. أمّا في عدن، فمع كلّ صورة تبتاعها للرئيس علي عبد اللّه صالح، تحصل مجاناً على ملصق تظهر فيه دمعة السنيورة. لكن، كما هو متوقّع، كان للحدث وقعه الأكبر في فلسطين المحتلّة. ففي رام اللّه، شرع الآباء يطلقون على أطفالهم المولودين حديثاً أسماء كـ«دمعة» و«دامع» و«مدموع».
نظراً لنجاحه الجماهيريّ الكبير، «سكابا يا دموع العين سكابا» يُعرض كلّ مساء في السرايا الحكوميّة، ويُبثّ على شاشات «العالم العربيّ كلّه».