اعتاد “طاش ما طاش” منذ ظهوره قبل 14سنة أن يحدث الضجة ويثير الجدل. فالمسلسل الكوميدي جاء “ليفش خـــــــلق” السعوديين، عبر توجيه انـــتقادات (مضبوطة في الغالب حتى لو تمادت في جرأتها) الى آليات تحكم الشارع هناك. وحــقق العمل نجاحاً جماهيـــــرياً كـــــبيراً، تخطى دول الخــــليج إلى بعض بلدان الشرق الأوسط. وتمــــيز بطرح جريء، عبر قالب كومــــيدي، لقضايا يومية يعيــــــــشها المواطـــــن السعودي، من الخــــــــلل الاداري في المؤسسات الحكومية إلى المجتمع وتقاليده. وأثارت بعض الحلقات حفــــيظة المتشددين الذين طالبوا بإيقــــــافه، وانتقل السجال إلى غرف الدردشة على شبكة الإنترنت، ووصلت اصداء البرنامج الى تل أبيب.
هذا الموسم استُنسخ البرنامج إلى اثنين، الأول يُعرض على “أل بي سي” مع المخرج عامر الحمود، والثاني على “إم بي سي” والتلفزيون السعودي مع عبد الله السدحان وناصر القصيبي. إلا أن الممثلين السعوديين اللذين يودّعان الجمهور قريباً، رفضا مغادرة شاشة رمضان هذا الموسم أيضاً من دون إحداث المشاكل.
هذه المرة، اختار الثنائي الحديث عن “المحرّمات”، والقصة تتعلق برجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأثارت حلقة “جمس الهيئة” جدلاً واسعاً في الشارع السعودي بعد انتشار مقطع فيديو، تناقلته الهواتف الخليوية، يظهر تجاوزات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وترددت أصداء الاختلاف على هذه الحلقة في الصحف ووصلت كالعادة إلى منتديات الإنترنت حيث كان الجدل أشد سخونة بين المؤيدين والمعارضين.
أمس، أكدت بعض وسائل الإعلام السعودية قرار الرقابة المحلية في منع عرض الحلقة. ونقلت “مصادر مقربة” حديثاً يدور داخل أروقة العمل عن إمكان عدم عرضها ضمن حلقات “طاش 14”، علماً أن قرار بث الحلقة لم يكن واضحاُ حتى بعد بدء رمضان وعرض حلقات من العمل.
وأكدت هذه المصادر أن اللقطة لا تمثل مضـــــــــمون الحلقة كاملاً بل جزءاً منها، وأن “جمس الهيئة” تسير على خطين منفــــــــصــــلين يمثلان نموذجين مخـــــــــــتـــــــــلفين من رجال الهـــــــيئة، علماً أن هناك فــــــــــرقة ســـــــــتعرض الوجه السيء للهيئة، فيـما ستسير الأخرى في اتجاه مـعاكس لتبرز الوجه الايجابي.
الحلقة لم تعرض بعد، و“طاش ما طاش” يودّع جمهوره بعد أيام، فهل ينهي الجدل ويتجنّب المواجهة، أم تجاربه السابقة أخرجته من دائرة الخوف؟
جورج...