فاطمة داوود
عندما تسأل راغب علامة اليوم عن سرّ هدوئه، يجيب مبتسماً: «إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة». كيف ينظر «السوبر ستار» إلى المشهد السياسي اللبناني؟ وماذا عن أغنياته الجديدة وعلاقاته بـ «عالم الفن» و{روتانا»؟

لم يعد راغب علامة يهتمّ بالسياسة، كما يرفض الحديث عن ضرورة المشاركة في الحياة السياسية للخروج بحلول لأزمة لبنان، ويقول: “لم يكن لديّ طموحات سياسية، ولطالما تمنّيت أن تتساوى الحقوق بالواجبات في لبنان... جلّ نيتي توجيه الرأي العام ليرفع صوته عالياً”. ويعزو ابتعاده عن هذا المعترك بالقول: “لست طائفياً، لكن النظام الانتخابي في بلدنا يرتكز على التوزيع الطائفي. لذا، لا أجد لنفسي مكاناً في هذه التركيبة، وأعتقد ان لكل زعيم حسنةً واحدةً وسيئاتٍ عديدة”.
يلخّص راغب المشكلة اللبنانية بارتهان المواطن اللبناني لأفكار زعيمه السياسي، فيقع أسيراً وراء قضبان الطائفة، ما يحوّل الأمور الى مسار سيء للغاية. ثم يشرح موقفه من الحرب الأخيرة، لافتاً إلى المقاومة التي أظهرها الشعب اللبناني بأسره: “اللبنانيون جميعاً تبنّوا موقف المقاومة لأنه حقّ مشروع، إنما كل واحد مارسها بأسلوبه الخاص. حتى الأصوات المعارضة تتعاطف معها، إنما تصرّح بعكس ذلك لاعتبارات سياسية... اسرائيل قتلت الأطفال والنساء ودمرت المساكن المدنية من دون تحقيق أي هدف عسكري أو سياسي”. وكانت مؤسسات علامة التربوية في الضاحية الجنوبية قد تعرّضت للقصف والتدمير، لكنه بدأ بترميمها على نفقته الخاصة “حتى تفتح أبوابها للتلاميذ سريعاً”، موضحاً ان اللجنة التابعة لـ“حزب الله” أجرت كشفاً وعرضت عليه ترميم المبنى.
وسط الغموض السياسي والارتباك الأمني، يشعر المطرب اللبناني بخوف شديد على عائلته والمحيطين به، ويقول: “لست متفائلاً على المدى المنظور، وخصوصاً أن لغة الخطابات على المنابر لا تبشّر بسعي حقيقي الى الحوار والتهدئة”. ويقترح علامة حلاً تعجيزياً بدعوة وسائل الاعلام إلى الكفّ عن بث برامج “التوك شو” السياسي، “لأنها تفتقد الى التحليل الإيجابي والخطابات السياسية البنّاءة... الاعلام يعمل حالياً على تضخيم المشاكل أكثر من واقعها الحقيقي”.
من جهة ثانية، يرى علامة ان الحل لن يفرض بمعجزة، لذا يدعو الى إحياء الترويكا السياسية، “فهي أثبتت ضمانتها للاستقرار في لبنان”، مؤمناً بالحل الجذري عبر تطبيق “نظام علماني قاعدته “الدين لله والوطن للجميع”، كي يتساوى جميع المواطنين أمام قانون واحد، بعد ان يُعزّز القضاء ويُنزّه عن التجاذبات السياسية”.
ويرفض راغب الهجرة من لبنان، وإن كان يشعر بالخوف على عائلته، وخصوصاً ان ذكريات الحرب الأهلية لا تفارق مخيّلته. ويستذكر حادثة مؤلمة عندما هُدد وعائلته بترك المبنى الذي يقطنونه في منطقة برج البراجنة بغية تدميره، ويؤكد: “لو تكررت المأساة سأرسل عائلتي إلى الخارج”.
كي يتخلّص من ترسبات الحرب الأخيرة والتشنجات السياسية، اتخذ قراراً بالابتعاد عن نشرات الأخبار والبرامج السياسية، علّه يستعيد قسطاً من الراحة الفكرية، ويصبّ جلّ اهتمامه على الناحية الفنية على رغم صعوبة ذلك. ويقول: “مزاجي لا يسمح لي بدخول الاستوديو للتسجيل. لكنني بدأت التفكير في كثير من الأغنيات. علماً أن الرؤية الموسيقية التي سأعتمدها في الألبوم الجديد لم تتضح بعد. وأنا ما زلت أحصد نجاح ألبوم “الحب الكبير”، الأغنيات تأخذ حقها مع الوقت، وتنتشر الواحدة تلو الأخرى.
ولكن لمَ غاب عن أي مشاركة في أوبريت وطني؟ “لم أقبل المشاركة، لأن أي أغنية تتناول القضية العربية لا بد من ان يُخطط لها مسبقاً، لا أن تُرتجل. أليس غريباً أنهم لم يطلقوا أوبريت “الضمير العربي” حتى اليوم؟”. ويضيف: “اتخذت موقفاً بعدم المشاركة منذ المشروع الأول “الحلم العربي” الذي ساده العديد من المشاكل والمحسوبيات، فآثرت الابتعاد عن هذا النوع من الأغاني”.
وعلى صعيد الانتاج، لا يزال الخلاف مستحكماً بين راغب وشركة “عالم الفن” التي لم تلتزم وعودها، حسب قوله، لذا لم تحلّ المشاكل، وخصوصاً أنه تولى شخصياً إنتاج فيديو كليب “نسّيني الدنيا” و“الحب الكبير”.
حين تسأل راغب عن ألبوم “الحب الكبير”، تلمع عيناه ويتحدث عن نجاح العمل “الذي جاء رداً مباشراً على تكهنات محسن جابر (صاحب “عالم الفن” المنتجة لعمله) الخاسرة حين توقع فشل الألبوم قبل صدوره”. وعزا راغب رأي محسن جابر الى تعلّق الثاني بأسلوب عمرو دياب الغنائي، من دون الأخذ في الاعتبار ان النجمين يختلفان تماماً ولا محلّ للمقارنة بين أسلوبيهما في الغناء. هل أعجبه ألبوم “كمّل كلامك” لعمرو دياب؟ يجيب بصراحة: “لم أسمعه البتّة”. وماذا عن المشروع الذي أطلقه في الأردن خلال حفلة خيرية مع نانسي عجرم، وتحدث فيه عن تعاون بين الطرفين؟ يؤكد: “أرحّب بالفكرة، لكن المشروع ليس وارداً اليوم”.
وهل يشكل اسم راغب علامة عقدة لشركات الانتاج؟ “لا تسمّى “عقدة” إنما قاعدة. لم يفرض أحد شروطه عليّ مذ كنت صغيراً في الفن. صنعت مشواري بإحساس عال وإلهام فلا يجوز ان يكبّلوني بالحصرية، وإلا سأقتل فنياً”. كما يعترف بانزعاجه من شركة “روتانا” لعدم بثّها فيديو كليباته على شاشتها، علماً أن المقاطعة بينهما هي من طرف “روتانا”، “أرسلت إليهم الشرائط وأديت كل واجباتي المهنية تجاههم”.
أسرار كثيرة تكتنف شخصية راغب الذي يحلّ ضيفاً هذا المساء على برنامج «أكيد أكيد مايسترو». حافظ المطرب اللبناني على بريق النجومية منذ 25 سنة، لكنه لن يفصح عنها إلاّ في الوقت المناسب، كما فعل سابقاً عندما كشف عن تهديدات تلقّاها من شخصية سياسية لبنانية راحلة.



هل يعيده طوني خليفة إلى LBC؟

ما زالت القــــــــــطيعة بين المــــؤسسة الـــــلــــبنانية للإرسال وراغب علامة مستمرة منذ 13 عاماً ، على رغم الحديث عن مصالحة محتملة بين الطرفين.
ويؤكد علامة أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفضه سياسة الاحتكار التي اعتمدتها المحطة مع فنانيها قبل سنوات، معترفاً بأنها نجحت في تحقيق هذا الهدف، و“فتحت شهية محطات أخرى لاعتماد السياسة نفسها”.
ويكشف راغب الذي يطلّ هذا المساء مع نيشان، عن نية مذيعين في المحطة باستضافته، بعدما تلقى عرضاً بواسطة الصحافي عوني الكعكي ليحلّ ضيفاً على برنامج طوني خليفة “هذا أنا”. وأكد أنه وافق بشرطين أساسيين: الأول مادي، يُتفق عليه مع الإدارة المالية للمؤسسة، والثاني معنوي يكمن في تقديم جائزة لطوني خليفة الذي نجح في إقناعه بالظهور على هذه الشاشة.
وكانت المعارك بين الــــــطرفين وصلت إلى المحاكم بعدما رفعت المحطة اللبنانية دعـــــــوى قضــائية ضــده بســـبب بعـــض الانــــــــتقادات التـــي وجّهها إليها.
لكن القضاء منع المحاكمة ورفض الدعوى.