“ثلاثون عاماً مضت حتى الآن منذ بدأت كتابة الروايات. في الواقع لم يطرأ تغيير كبير على يوميات حياتي. كل يوم أجلس أمام طاولتي أعدّ لنفسي القهوة أو الشاي، كما اعتدت أن أدخن، لكني توقفت الآن، ولا أعود إليه إلا في أحيان قليلة. أنا أكتب بين ثماني ساعات وعشر يومياً، وهذا لم يتغير منذ زمن بعيد. قد يتخيّل بعضهم أن حياة كهذه مملة، أن يكتب المرء منذ ثلاثين سنة بالطريقة نفسها، كما لو كان سكرتيراً!¶ ¶ ¶
بالنسبة إلي، ينبغي ألا يكون الأدب لتوجيه رسائل سياسية، فأنا أكتب لأؤثر في القارئ بكتابتي الجيدة. حتى في روايتي السياسية “الثلج”، لم أحاول أن أنقل رسالة سياسية. كل ما حاولت فعله هو الحديث عن روح هذا البلد ومشكلاته، عن الألم والغضب الذي ــ في جزء بعيد من هذا البلد ــ يرقد تحت ظلال أوروبا، لكن من دون أن أجدني معنياً بالمشاركة في هذا الصراع... فالأدب في النهاية يتكلم عن الحياة، ويعكس النقطة الأكثر عمقاً في الروح الإنسانية”.

(مقتطفات من حوار إذاعي مع مع أورهان باموق في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2005، برنامج “ثلاثمئة وستون درجة” الذي تبثه اذاعات عربية عدة بينها “صوت الشعب”)