القاهرة ــ محمد محمود
من يعاين هدية “روتانا سينما” إلى جمهورها في عيد الفطر، يكتشف بسهولة أزمة قنوات الأفلام غير المشفّرة. فهي تحتاج إلى “مواد غذائية” جديدة كل فترة، حتى تستطيع مواجهة العروض الحصرية لقنوات مثل “أوربت” و“إي آر تي”. لكن الانتاج السينمائي المصري قبل العام الحالي، ظل لفترة طويلة، يعاني من ندرة الأفلام الجيدة، وكثرة الأفلام الرديئة، مع بعض الأفلام المتوسطة، الصالحة لجذب جمهور التلفزيون. وعلى رغم عدم نجاح هذه الأفلام المتوسطة في دور العرض، لكنها كافية لسدّ احتياج قناة تعرض كل يوم خمسة أفلام على الأقل.
“روتانا سينما” أعلنت عن 3 أفلام ستقدمها هدية لجمهورها في عيد الفطر... إلا أن “الهدية” تحتوي على فيلمين حقّقا فشلاً ذريعاً في دور العرض، والثالث حقق نجاحاً متوسطاً ولم يرحمه النقاد.
إعلانات القناة تؤكد عن “انفرادات” بعرض أفلام لم يتابعها الجمهور من قبل. وبين “انفرادات روتانا” هذه المرة، فيلما “سيب وأنا سيب” و“بحبك وبموت فيك” اللذان لم يحقّقا سوياً أكثر من مليون جنيه (180 ألف دولار تقريباً)، علماً بأن الفيلم الذي لا تتخطى إيراداته خمسة ملايين جنيه، يعدّ في تصنيفات الصحافة المصرية، فاشلاً.
شارك في بطولة “سيب وأنا سيب” عمرو واكد وطارق عبد العزيز، والطفلان مها عواد ويوسف عثمان. أما نجوم “بحبك وبموت فيك” فهم أميرة فتحي وأحمد هارون والمطربان فارس وإدوارد... جميع هذه الأسماء لم تقدم أي بطولة سينمائية كبيرة (قبل هذه التجربة أو بعدها) حتى ينتظرهم الجمهور في العيد.
وعلى رغم أن عمرو واكد وإدوارد قدّما أدواراً لافتة في ما بعد، لكنهما لم يحققا البطولة المطلقة. كما إن سيد عيسوي، مخرج “بحبك وبموت فيك” لم يكرر التجربة حتى اليوم. وانتظر وائل شركس، مخرج “سيب وأنا سيب”، ثلاث سنوات ليقدم فيلم “عبده مواسم” الذي يزور صالات العرض في فترة العيد.
أما بالنسبة إلى كاتبي السيناريو، فلم يطلب أحد من هيثم وحيد، مؤلف “بحبك وبموت فيك” الكتابة مرة أخرى، وهو ما ينطبق أيضاً على عادل رفاعي، مؤلف “سيب وأنا سيب”.
ونال الفليمان قسطاً وافراً من هجوم النقاد والجمهور، وخصوصاً ما يتعلق بانخفاض مستوى الانتاج، وتكرار القصص وافتعال المواقف. أما الفيلم الثالث “غبي منه فيه”، فقد حقق نجاحاً تجارياً متوسطاً (حوالى 6 ملايين جنيه)، لكن النقاد شنّوا هجوماً عنيفاً على بطله هاني رمزي. وانتقد هؤلاء تقليد رمزي الفاضح لجيم كاري، واستعانته بنكات سخيفة، حفظها الناس غيباً عن الأغبياء.
ونال المخرج رامي إمام، نجل الفنان عادل إمام، إشادة على الشكل الجديد الذي أظهر فيه هاني رمزي. لكن المدح توقف عند هذا الحد ولم يصل إلى المضمون.
على أي حال، لا تزال “روتانا” تنتظر جهوزية الأفلام التي تنتجها، وبدأ تصويرها، حتى تعرضها بداية العام المقبل كحد أدنى. إلى ذلك الوقت على الجمهور أن يقبل بفرح “هدية العيد” حتى لو كانت “مغشوشة”، أو يسارع إلى الاشتراك في القنوات المشفّرة.