مسرح جواد الأسدي ليس فقط النصوص التي يصر على كتابتها وإخراجها، بل تلك الطريقة الخاصة في إدارة الممثل. في الكواليس تنشأ حياة سرية بين الممثل والمخرج، تتحطم خلالها الحواجز في حياة مفتوحة على البوح. هكذا يستمد العرض زخمه من الجرح نفسه، فتتشكل ملامح «مسرح القسوة»...
هذه اللحظات المسروقة سجّلها المخرج في كتابه «جماليات البروفة» (2005). وها هو يعيد التجربة في «المسرح جنتي» الذي سيصدر بعد أيام (دار قدمس ــ دمشق). لكنه في هذا الكتاب يبتعد في نبش الذاكرة المسرحية إلى عتبات الأعمال الأولى، فيتذكر أسماء ممثلين رافقوه في ورشته المفتوحة: منذ عمله الأول «الحفّارة» (1979)، مروراً بـ «رأس المملوك جابر» و»الاغتصاب» مع الراحل سعد الله ونوس... إلى «تقاسيم على العنبر».
عمله الأخير «كونشيرتو الحجر» الذي يجري عليه التدريبات هذه الأيام في دمشق، عن نصوص للشاعر سيف الرحبي، مقترح جديد لمزج الكلمة بالموسيقى في فضاء مفتوح على الاحتمالات. أما مشروعه في إخراج مسرحية شكسبير «ريتشارد الثالث» فلا يزال قيد التحضير.