قد تواجه حنان ترك، في المستقبل، صعوبة كبيرة قبل أن تجد نصاً تلفزيونياً يناسب توجهاتها الجديدة. ورغم غضبها من تجاهل التلفزيون المصري لمسلسل «أولاد الشوارع»، وإطلاقها تصريحات قاسية ضد المؤسسة الرسمية، لم تحقق مسلسلات المحجبات النجاح المتوقع هذا العام، وهي حتى اليوم لم تصل في «أولاد الشوارع» إلى نصف النجاح الذي حققه «سارة».لكن الأمر قد لا ينطبق على اختياراتها السينمائية. إذ أعلنت أخيراً موافقتها على بطولة فيلم «طفل في الزنزانة» الذي يناقش قضية أطفال السجينات. القصة كما يبدو لا تختلف كثيراً عن “أولاد الشوارع”، والشخصية ترتدي غطاء رأس كما ينص قانون السجن. وإذا نجحت ترك في إيجاد مؤلفين متخصصين لكتابة أعمال تناسب الممثلات المحجبات، فهذا يعني أن مصيرها ممثلةً سيظل مرتبطاً بهذه النوعية المحدودة من الأعمال. لكن هل يتقبل الجمهور مشاهدتها كل مدة، تعاني من أزمة لا تختلف كثيراً عن أزمتها السابقة؟
من ناحية ثانية، بدأ الحديث في الأوساط الصحافية عن فشل مسلسلها الأخير في معالجة القضية الاجتماعية التي تنطح لها (راجع المقالة أعلاه)، علماً أن ما يعيشه أطفال المسلسل، لا يمثل إلا جزءاً ضئيلاً من معاناة هؤلاء الصغار المشردين في شوارع مصر. وأبدى أكثر من عالم اجتماع استياءه من القصة، وخصوصاً غياب لغة هؤلاء الأطفال الخاصة، وتفاصيل حياتهم اليومية، وعلاقتهم بمن حولهم والطريقة التي يدافعون فيها عن أنفسهم والشبكات التي تستغلهم. كل هذا لا نجده في المسلسل الذي تاه في مسارات أخرى، مثل قصة طفل غير شرعي للبطل عمرو واكد في باريس، ومسار الممثلة حنان مطاوع غير المرتبط بالقصة، ليتضح في ما بعد أنها شقيقة حنان ترك. أما الكاتبة فبررت كل هذا التقصير بضيق الوقت!
محمد...