جورج موسى
ماذا لو قررت ان تمضي ليلة السبت أمام التلفزيون؟ هناك مئات المسلسلات التي أنتجت خصيصاً لخدمتك. انطلق إذاً في رحلة استثنائية إلى ماضينا المشرق، وتَعرّف الى إنتصاراته التاريخية، ثم عد إلى عصرنا لتعيش إنكسارات اللحظة الراهنة.
يمكنك أيضاً زيارة استديو أحد البرامج الحوارية. هناك، يعمل فريق كامل، مع المقدم والفنان والمخرج ليقدموا لك سهرة استثنائية مع حوار ساخن: سيشتم ذلك المطرب، ويسخر من تلك الفنانة، وتجامل زميلتها. وستشعر في نهاية السهرة أنك لم تعد قادراً على تحريك رأسك، وأن أبطال الشاشة الصغيرة استنزفوا طاقتك وأثقلوا كاهلك وأذنيك وبصرك.
لكن لا تستلم لليأس! وسط كل تلك الضجة، قد يتسنّى لك أن تمضي سهرة مختلفة، تتعرّف خلالها الى موسيقى آتية من مكان مختلف، من عالم هجرته الفضائيات منذ زمن وأبعدت مشاهديها عنه.
على قناة «الجزيرة»، تطل الليلة جوليا بطرس عند العاشرة، إذ يستضيفها غسان بن جدو في «حوار مفتوح»، من خلاله ستطلق أغنية «أحبائي» التي ننتظرها من أسابيع. وسيدور الحوار حول دور الفنان في خضم الصراعات السياسية، ومدى ارتباط الموسيقى بالواقع المعاش، ومدى انتشارها بين الناس وكيفية تعاطي الجهات الرسمية والإعلامية معها.
قد يعزو بعض النقاد هبوط المستوى الفني وانحدار الذائقة العامة إلى “استلاب” الفرد العربي، واغترابه عن واقعه، خصوصاً أنه تعلم ألا يعبر عن مشاغله، ويطالب بحقوقه. وقد يرى آخرون أن الغناء لا يفيد القضية. لكن جوليا التي كانت حاضرة في جميع اللحظات الوطنية، قررت ترجمة موقفها إلى عمل فني ومشروع إنساني. والفنانة التي لا تحب صفة “الملتزمة”، تؤكد على دور الأغنية في لحظة المواجهة. وهي ستطلق هذا المساء «سي دي»، يتضمن أغنية الجديدة، والكليب الذي يحمل توقيع شقيقتها صوفي بطرس، ويعود ريعه إلى عائلات ضحايا العدوان الإسرائيلي. كما ستعلن عن جدول الحفلات الفنية الترويجية للألبوم، وهي ستنطلق من لبنان في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وتشمل سوريا وقطر والكويت ودبي.
ويشارك في حلقة الليلة أيضاً ملحن الأغنية زياد بطرس، والناقد الفني عبد الغني طليس، والفنان التونسي لطفي بوشناق الذي دافع طوال مسيرته عن الفن الأصيل وعرف بمواقفه الوطنية الملتزمة.
وقبل جوليا، يمكنك أن تذهب للقاء الفنان اللبناني طوني حنا، الذي يحل عند التاسعة ضيفاً على جوزيف عيساوي في برنامج «قريب جداً» على قناة «الحرة». ستكون الحلقة مناسبة، يكتشف خلالها جيل الشباب ظاهرة غنائية من الزمن الجميل. يعرف هؤلاء أغنيات «جملو»، «لا عيوني غريبي»، «عالروزنا»، «يا با لا»، و«خطرنا على بالك»، ويستمعون إليها في المرابع الليلة. لكنهم يجهلون ربّما هوية صاحبها، وقصته مع التراث، وابتعاده لسنوات عن الأضواء... كما يجهلون أن عودته الى الأضواء تمّت عن طريق مع المنتج ميشال الفتريادس الذي أصدر ألبوماً بعنوان “قريتي الضائعة في مكان بين بغداد وبلغراد”، تضمن أشهر اغانيه التي أعاد تقديمها مع مجموعة من الغجر.
على رغم تقدمه في السن، لا يزال حنا يملك كاريزما خاصة وقدرة على اشعال جماسة الجمهور الذي يستمتع بصوته وشاربيه وعصاه ورقصه على المسرح.
لكن لا تندمج كثيراً، ولا تنسَ أن غسان بن جدّو ينتظرك عند العاشرة على قناة “الجزيرة”.