القاهرة ــ محمد محمود
يشنّ الإخوان المسلمون في مصر حملة جديدة على السينما. إذ تقدم النائب محسن راضي، المنتمي إلى الجماعة والمتخصص في الشؤون الفنية، بطلب إحاطة لوزير الثقافة فاروق حسني، يدعو فيه إلى إغلاق جميع دور السينما خلال شهر رمضان. ووصف راضي السينما بـ «الفاسدة لا يصح أن تظل مفتوحة في ليالي الشهر الكريم».
وجاء هذا الطلب بعد حالة الانتعاش غير المسبوقة التي تعيشها دور العرض المصرية في هذا الموسم. إذ جرت العادة أن تأخذ «السينما» هذ الشهر إجازتها السنوية، وتستغلها للقيام ببعض الإصلاحات.لكن الصالات، فتحت أبوابها هذا العام، في عرض قبل الإفطار بساعات، مع عرضين بعد الإفطار، واكتفى قسم آخر بالحفلات المسائية فقط.
دعوة محسن راضي ضدّ شؤون الفن السابع هي الثانية خلال هذا الأسبوع. إذ قدم طلب إحاطة آخر، قال فيه إن الدولة تهدر 750 ألف جنيه سنوياً على «مهرجان الإسكندرية السينمائي» الذي وصفه بـ «مهرجان الإسكندرية للتصييف العائلي». وانتقد اشتراك الفيلم البوسني «سماء فوق المسطحات»، بسبب «إساءته إلى الإسلام». ويتحدث العمل عن فتاة فرنسية تزور قرية بوسنية ويعاملها الناس بفظاظة بسبب اختلاف ديانتها. كما انتقد الفيلم المصري «لعبة الحب» الذي رآه ينتصر للانحراف واللامبالاة والعلاقات غير الشرعية تحت شعار الحرية. ومن المنتظر أن يعرض الفيلم في فترة عيد الفطر. إلا أن اعتراض راضي جاء بعد أسابيع من انتهاء فاعليات المهرجان. وهو ما يشير إلى عادة الإخوان في التحرّك ضد أي عمل فني بعد أن يكون مقال صحافي أو برنامج فني قد تطرق إليه، من دون متابعة الحدث نفسه. وكان راضي قد تقدم الشهر الماضي بطلب لمنع فيلم «كليك» لآدم ساندلر، بعدما «قرأ أن الفيلم سخر من العرب وأن ساندلر سيخصص جزءاً من دخل العمل للتبرع لأطفال إسرائيل». لكن العرض لم يتوقف، والنائب الإخواني لم يشاهد الفيلم في صالات السينما. وتهدف هذه الاعتراضات غالباً إلى جذب الانتباه وإثارة الجدل، ونادراً ما تستجيب لها (حتّى الآن ؟) الجهات الرسمية المصرية.