خالد صاغيّة
أعزّائي اليونيفيل،
نحن من الشعوب التي استعمرها بعضكم سابقاً، مرّةً أو أكثر من مرّة. ثمّ شاءت الظروف أن يرحل عنّا قبل الأوان. الرجاء أن تضبطوا ساعتكم جيّداً هذه المرّة.
تعلمون أنّ ثمّة من يرغب في تقليص دوركم إلى «بوليس دولي». بصراحة، هذه مهمّة لا تليق بكم. لقد قطعتم بحاراً وبحاراً، ولا يعقل أن تكتفوا بدور ثانوي كهذا.
اليوم، البرّ والبحر في عهدتكم. وحسناً فعلتم عبر طرح ما سميتموه إدارة المجال الجوي. فلا يمكن أن يبقى هواؤنا من دون إدارة، وخصوصاً أنّ اللبنانيين مسرفون. وقد ثبت تنشّقنا لكمية من الأوكسيجين تفوق ما نحتاج إليه لنبقى على قيد الحياة. نسمع أنّ لديكم آلات قياس في منتهى الدقّة، فالرجاء ضبط تنفّسنا جيّداً.
نحن في الواقع خجلون منكم، لكن... لدينا أيضاً بعض المشاكل المالية. وطالما أنّ عددكم سيصل إلى 15 ألفاً، نقترح أن توسّعوا نشاطكم فتديروا الخزينة. فنحن منذ سنوات، ورجل الدولة شاهد على ذلك، لم نتمكّن من ضبط المصروف ولا من زيادة المدخول. نعلم أنّ في بلادكم خبراء شغلتهم الـ«فاينانس»، فإذا شئتم نستطيع أن نضيف هذا البند إلى «قواعد الاشتباك».
وكما ستكتشفون، نحتاج أيضاً إلى خبراء في إدارة السجون، والقضاء، والتعليم، والريجيم، والانتخابات، والإتيكيت، والبلديات، والسيليكون، والمطاعم، وإشارات السير. بصراحة... كلّ شيء. ونحن مستعدّون، في المقابل، للالتزام بمقرّرات الشرعيّة الدولية، والتنازل الطوعي عن السيادة، والحرية، والاستقلال.