رغم غزارة الإنتاج الدرامي السوري في هذا الموسم، (48 مسلسلاً) حمل معظمها توقيع مخرجين جدد (يعملون للمرة الأولى)، يرى عبد المنعم عمايري أن هناك ندرة في المقترحات الإخراجية اللافتة والمميزة. وبينما يقول إن بعض هؤلاء الشباب حصل على إمكانات إنتاجية ضخمة، لم يبرزوا هذه الإمكانات في الشكل الأمثل، مثل زهير قنوع في «وشاء الهوى». في المقابل، يشير عمايري إلى اللمسة الإخراجية المتفردة لرشا شربتجي في «غزلان في غابة الذئاب»، واجتهادات المثنى صبح في «مشاريع صغيرة»، والحضورالمتميز للمخرج الليث حجو في مجمل أعماله. إلا أن هؤلاء الشباب، كما يقول، «لم يعوضوا غياب مخرجين مهمين افتقدناهم هذا الموسم، مثل هيثم حقي، صاحب أبرز الأعمال في تاريخ الدراما السورية. لكنهم في المقابل، تفوقوا على مخرجين لم يتمكنوا من تركيب لقطة صحيحة في مسارها الدرامي، بعد مئات الساعات التي حققوها خلال سنوات. مثل من؟ يجيب من دون تردد: “خذ باسل الخطيب نموذجاً”. ويكمل هذه الجرعة من المكاشفة الصريحة: «المخرج الذي لا يختار نصوصه وممثليه، ويستنسخ أساليب الآخرين، ويخضع لإملاءات الجهات الإنتاجية، لا يستحق إضاعة الوقت بمشاهدة أعماله. وأعتقد أن الخطيب هو أحد هؤلاء، ألا يكفي الخراب الذي ألحقه بشخصية استثنائية مثل نزار قباني؟».لكن ما سبب هذا الهجوم العنيف؟ “ليس هناك أي أسباب شخصية” يجيب عمايري منفعلاً، متابعاً: “لكنني أرى أنه آن الأوان لكي نضع النقاط على الحروف، ونقوم بعملية فرز صارمة لمشغل الدراما السورية بملوكها وبيادقها، ونقول للخاسر: «كش ملك».
ويضيف : “لا يعقل أن تتحول هذه المهنة إلى «بازار». هناك عشرات الفتيات لا يجدن النطق بجملة واحدة، تحولن فجأة من دمى صامتة إلى ممثلات وبطلات، تحت بند «حابة تمثل». أما السبب فهو تخاذل بعض المخرجين وتواطؤهم في الدفاع عن أخلاقيات المهنة. تصوّر أن يعتمد بعضهم عبارة «معلّم» لمن هب ودب، كأننا في ثكنة عسكرية!”. أما من لفت نظره من الوجوه الجديدة، فيذكر تيم حسن وقصي خولي.