القاهرة ــ محمد محمود
خلاف عمرو دياب مع «روتانا» يطرح تساؤلات عن العلاقات الشائكة بين بعض فناني الصف الاول وأضخم شركات الإنتاج. ما العوائق التي حالت دون إتمام «أكبر صفقة فنية» وقّعها الطرفان قبل ثلاث سنوات؟

لم يكن الإعلان المكثف عن تجديد تعاقد كاظم الساهر مع شركة “روتانا” سوى محاولة جديدة من إدارة الشركة، لتأكيد رغبة كبار المطربين في البقاء تحت جناحيها. لذا، يعدّ كاظم الساهر نموذجاً مثالياً لتلك “الرغبة”، وخصوصاً بعدما تحدث كثيراً عن سوء معاملة الشركة له في الفترة الأخيرة. وهي شكوى كررها عدد من المطربين باستثناء بعض الأصوات الخليجية واللبنانية التي تحظى برعاية خاصة. غير أن خبراً مصرياً، تناقلته بعض وسائل الإعلام أمس، قد يؤكد مرة أخرى أن الأمور لا تسير على ما يرام، وأن بقاء مطربين في “روتانا” يتم غالباً بسبب افتقار الساحة إلى بديل جيد آخر.
أما الخبر فيفيد أن عمرو دياب، أغلى مطربي مصر، قرر أن ينهي، بعد ألبومه المقبل، تعاونه مع أكبر شركة انتاج موسيقي في العالم العربي، وأنه سيعلن رسمياً، بعد عيد الفطر، انضمامه إلى شركة عماد الدين أديب “غود نيوز” التي تنتج حالياً أعمال ماجدة الرومي. ولن يشمل الاتفاق بين الطرفين الألبومات فحسب، بل الفيلم السينمائي الذي سيعود من خلاله دياب إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب طويل، وهو ما يؤكد أيضاً أن اهتمامات “غود نيوز” في الإنتاج محصورة بالكبار، إذ قدمت حتى الآن فيلمي “عمارة يعقوبيان” و“حليم”. وتستعد لتصوير “محمد علي” وفيلماً لعمرو دياب مهما كانت قصته.
خروج دياب المتوقع من “روتانا” يعتبر دليلاً على بعض الصعوبات التي يواجهها عدد من مطربي الشركة، وخصوصاً النجوم. ولأن دياب يعتمد في الاساس على قدراته الخاصة من أجــــــــل الحــــفـــــاظ على نجومـــــيــــــتـــــــه، فـــهو ــ عندما يقرر المغادرة ــ يعلن أنه بــــدأ يحسّ بتقهقر بعض هذه القدرات.
على الأقل، هو يعاني مثل بقية المطربين المصريين، عدم انتشار أغنياته المصورة في شكل كاف لدى شريحة كبيرة من الجمهور المصري (بسبب سياسة العرض الحصري)، علماً بأنه حصل على استثناء لبثّ كليباته على بعض القنوات الأرضية، لكن هذا لم يعد كافياً.
المطرب المصري يحتاج إلى الظهور على القنوات الأرضية والفضائية في الوقت عينه، وخصوصاً أن “روتانا” لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية هناك، (ما عدا قناتي “روتانا سينما” و“روتانا زمان”)، فيما تحظى قناتا “ميلودي” و“مزيكا” بمكانة خاصة. لذا ترى أن كل المطربين الغاضبين من حصرية “روتانا”، يلجأون فور خروجهم من الشركة إلى شاشة “ميلودي”، وهو ما حصل مع إيهاب توفيق ووليد توفيق وهيفا وهبي وعاصي الحلاني وغيرهم...
الا أن حصرية الكليبات ليست السبب الوحيد وراء قرار دياب. يكفي أنه لم يشارك في برامج “روتانا” إلا مرات قليلة. وهو بعيد أيضاً من حفلات الشركة ومهرجاناتها، ويزور دبي مثلاً يوم 16 تشرين الثاني لإحياء حفلة جديدة، بعيدة من مظلة “روتانا”. فهل الشركة تتجنب دعوته إلى حفلاتها، أم هو الذي يرفض التعاون معها؟
مهما كان الجواب، فسوء التفاهم والخلافات بدأت بعد فترة قليلة من انضمامه إلى الشركة. وقد تردد أن عمرو دياب لم يكن راضياً عن الحملة الترويجية لألبوم “ليلي نهاري” ثم قيل إنه لجأ إلى الأمير الوليد بن طلال من أجل حل بعض المشاكل العالقة مع سالم الهندي، المدير الفني للشركة. حينما انضم عمرو دياب إلى شركة “روتانا”، اعتبر كثيرون انها أكبر صفقة فنية للعام 2003. وراهن كثيرون على ان التعاون سيقدم إضافات للطرفين، لكن الخلافات التي بدأت بعد فترة قليلة من توقيع العقد، حالت دون ذلك. واليوم، بعد إيهاب توفيق وخالد عجاج، هل جاء دور عمرو دياب ليؤكد اتهامات تطارد الشركة منذ مدة وتؤكد أنها تهمل الفنانين المصريين لمصلحة زملائهم اللبنانيين والخليجيين؟ وما هو إذاً مصير بقية المطربين المنزعجين من الحصرية؟