سيرين قوبا
“أبو سليمان” شخصية مشهورة في شتورة، الكل يعرفه بلقبه، وكثيرون يعرفون قصته، فهذا الرجل العجوز أضاع عمره في “لعب القمار” ولم يتزوج.
يوضح أبو سليمان انه لم يكن فقيراً، ولم يكن ثمة ما يعوق ارتباطه بحبيبته، لكنه اختار لعبة الربح السريع أو الثراء أو المتعة ويقول: “اختبرت الحياة ومصاعبها وعشت ظروف الحرب ومآسيها، وأثناء تلك الأحداث لم أتمكن من مغادرة المنطقة (البقاع الأوسط) ولم ترك اهلي، فكنت مع بعض الاصحاب أجد تسلية بلعب الورق لتمضية الوقت، وكان بيننا رجل يتقن لعب القمار”.
انجرف “ابو سليمان” في لعبة القمار حتى إنه نسي “حاله” وحياته الخاصة، إلى أن “مر العمر على غفلة في دق الورق والقمار”. يوم جاءت حبيبة أبي سليمان لتطلب منه أن يتوقف عن لعب القمار لم يستمع لنصائحها، وانتهت العلاقة التي كانت تربط بينهما، وعلى رغم مرور السنين الطويلة، فإن العجوز لا يزال يــــتحسر ويشعر بندم كبير.
لم يـــــــــكمل “ابو سليمان” تعــــــــــــــليمه بل ترك المدرسة، وهــــــــــو يــــــــفــــــــــخـــــــــر بهذا الأمر، غــــــــير أنه لن ينسى أن “القمار أفشل بـــــــــناء الـــــــقفص الذهبي”، ويقول: “اليوم لبسني لقب المقمرجي، وأهالي القرى ينصحون الفتاة ألاّ تتزوج أحد ثلاثة: المقمرجي والنسونجي والسكرجي، لذلك ما زلت عازباً وأظن أني سأبقى كذلك”.