ربى أبو عمو

نظر حسن هاني إلى ساعـــــته مـئة مرة، وراح يشتم الأحوال الرديئة و“عجقة السير”، فهو سيتأخر عن موعد عمله. وفجأة، حلت لحظة فرج غير متوقعة.
عند الساعة العاشرة وعشر دقائق، كان حسن الذي يعمل صحافياً في منطقته في الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية، يحاول عبثاً إيجاد سيارة أجـرة للذهاب إلى “عــين المـريسة” لتغطـــــــــية مــلتقى استثمار. وكان مســتعداً لدفع أي مبلغ يطلبه أي سائق، ولكن سائقـي التاكسي لم يقلّوه إلى بيروت إلى أن مرّت من أمامه دراجة نارية. سأله سائقها الشاب: إلى أين أنت ذاهب؟ وعلى رغم أن حسن في العادة لا يجيب عن أسئلة المارة لأنه يعتبرها ضمن إطار السخرية، أجاب هذه المرّة وقال: إلى “عين المريسة”. فردّ الشاب: “إن دفعت لي ألفي ليرة أقلك إلى هناك”. وقف حسن مستغرباًً وسأله إذا كان العرض جدياً. ثم ركب الدراجة، ووضع يداً على حقيبته و“اليد الثانية على قلبه”.
وصل حسن إلى مقصده قبل خمس دقائق من بدء المؤتمر، وأعطى السائق الشاب أجرته.
يروي حسن أن هذا السائق أكد له أنه ليس وحيداً وأن عدداً من سائقي الدراجات النارية يعملون سائقي “تاكسي” ويضيف الصحافي الشاب أنه استمتع بهذه التجربة.