حوراء حوماني
لماذا قرّرت سوزان نجم الدين خفض مشاهدها في
مسلسل “خالد بن الوليد”؟ وماذا عن دور والدة جبران خليل جبران في “الملاك الثائر”؟ وتجربة الإنتاج التي تخوضها للمرة الأولى، في عمل من بطولتها عن المقاومة اللبنانية؟


تطل النجمة سوزان نجم الدين خلال رمضان في العمل التاريخي “خالد بن الوليد”، وتؤدي فيه دور ليلى (زوجة مالك بن النويرة) الذي يقتله الوليد لارتداده عن الاسلام، ويطلب منها الزواج بعد ذلك، لكنها ترفض عرضه.
وارتأت نجم الدين إيقاف الدور عند هذه النقطة، بعد التشاور مع المخرج محمد عزيزية والجهة المنتجة، موضحة أن السيناريو كان يتضمن مشاهد حب وغرام تجمع ليلى والوليد، لكنها رفضت الدخول في متاهات قد تسيء إلى صورة “سيف الله المسلول”. وتضيف أنها كانت تتمنّى أن تطيل ظهورها في المسلسل، “لكن 15 مشهداً صحيحاً أفضل من مئة غير مناسبة”.
وكشفت نجم الدين في حديثها إلى “الأخبار”، أنّها تستعدّ لعمل درامي يتناول رجال المقاومة في جنوب لبنان، آملة أن يكون هذا العمل باكورة أعمالها الانتاجية. لكنها رفضت الكشف عن أية تفاصيل، ريثما يتمّ وضع الخطوط العريضة للمشروع. أما برمجة شهر رمضان على الفضائيات فتبدو لها “عرضاً سريعاً يمكن من خلاله أن يحدد المشاهد ما سيتابعه بعد نهاية الشهر الفضيل”، اي عندما تعيد الفضائيات بثّ المسلسلات. وتضيف: “أشفق على المشاهد، فعينه مشوشة في هذه الفترة. وهناك “تخمة رمضانية” تضيّع جهود العاملين في بعض الأعمال الدرامية الجيدة.
وتشير في هذا السياق الى “أعمال جيدة قد تغفل عن أعين المشاهدين، وتبرز مكانها مسلسلات أقل أهمية، تعرض في توقيت مناسب وعلى محطة جيدة”. لذا، تجد نجم الدين أن نتائج تقويم الأعمال المعروضة مرتبطة بـ“لعبة حظ” ليس إلا. ولعبة الحظ تدخل أيضاً في حسابات الفنانين في رأي نجم الدين، اذ إن العمل هو الذي يصنع “نجومية” أبطاله وليس العكس، “ممثلون كثيرون سنحت لهم فرصة المشاركة في اعمال مهمة، وأدّوا أدواراً أكبر من امكاناتهم وموهبتهم، وهذا ما ساعد في بروزهم على الساحة الفنية”.
وكانت النجمة السورية قد انتهت من تصوير مسلسل “الملاك الثائر” الذي يروي سيرة حياة جبران خليل جبران، وتؤدّي فيه دور والدته التي تكتشف ملَكة الكتابة لديه في سن الـ 16 وتضحّي بحياتها كي يكمل دراسته، فتهاجر لهذا السبب الى اميركا برفقته. وتشير نجم الدين الى أن مخرج المسلسل محمد فردوس الاتاسي ارتأى، في ظل الزحمة الرمضانية، تأجيل عرض العمل “الى ما بعد هدوء العاصفة”، معبّرة عن ارتياحها لهذا القرار.
وتضيف أنها عمدت الى قراءة كل اعمال جبران، كما تابعت جميع جلسات النقاش مع الكاتب نهاد سيريس والمخرج الاتاسي للإلمام بجوانب العمل كلها. ويشارك في العمل من سوريا الممثلان غسان مسعود وجهاد سعد، فيما تسند أدوار البطولة إلى ممثلين لبنانيين، بينهم شادي حداد في درو جبران، ورشا تقي في دور مي زيادة.
لكن ألم تخشَ سوزان من مسألة العمر من خلال تجسيد شخصية الوالدة؟ تجيب مبتسمة: “لم أكن يوماً قلقة من مسألة العمر. جسدت دور الوالدة في مسلسل “زوج الست”، وأنا في “الملاك الثائر”، أؤدّي دوراً يمتدّ من عمر العشرين إلى الأربعين. بل على العكس، فقد بالغت في الماكياج والشيب لأن والدة جبران كانت تعاني المرض، كما أن الحالة الدرامية تفرض إبراز عمرها وعلامات التعب التي حفرتها السنون على وجهها”. وتضيف أن المخرج كان حريصاً على عدم “تكبيرها في السن” فيما كانت هي مصرة على إعطاء كل مرحلة عمرية حقها.
نجم الدين التي تميزت بأدوارها التاريخية، وجسّدت أدوراً مهمة في مسلسلات تاريخية واجتماعية منها: “الثريا” و“خان الحرير” و“مفيد الوحش” و“حنين”، تؤكد أنها لم تبتعد عن الكوميديا. بل إن تجربتها الناجحة في “فرصة عمر”عباس النوري ، و“زوج الست” مع أيمن زيدان، شجعتها على خوض التجربة من جديد. وهي تعدّ عملاً كوميديّاً جديداً قيد الكتابة، رافضة الكشف عن تفاصيله ريثما تتحدد باقي العناصر المشاركة فيه والشركة التي ستنتجه.
وعن اتجاه الدراما السورية نحو التاريخ، تقول نجم الدين: إن الأعمال التاريخية ليست كثيرة من ناحية العدد، بل هي ظاهرة صحية تشترط جودة الإنتاج، وتأخذ من “الظاهر بيبرس” و“ملوك” الطوائف مثالاً على ذلك. وتأمل نجم الدين أن تتطور الدراما السورية اكثر، وألّا تقع في فخ التكرار.