ليال حداد
بعد مرور أكثر من شهرين على نهاية العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا يزال عشاق القراءة يبحثون عن كتب بين أنقاض المباني المدمرة.
ويعود بعض سكان البيوت التي تحوّلت ركاماً إلى حيث كانت ترتفع بحثاً عما يمكن انقاذه من كتب جمعوها مدى سنين، ويقولون إنها بالنسبة إليهم أهم من صورهم وملابسهم وأموالهم.
عـــــــند التــــــــــجوّل بين ركام المنازل قد يجد المـــــــرء غـــــــلاف رواية “الكيميائي” لباولو كويلو مرمياً على حافة الطريق، وسيجد الكثير من الصفحات الممزقة المجهولة المصدر وكتباً سلم نصفها أو كلها من القنابل الذكية، وأينما حلّ زائر الضاحية فإنه سيلتقي أصحاب المنازل، وخاصة الشباب منهم لا يكلّون من إزالة الردم والحجر علّهم ينقذون ما تيسّر من كتبهم ومجلّداتهم.
غـــــــير أن الغــــــــريب في الأمر هو أن بعض عشاق الكتب والمطالعة من أهل مناطق مختلفة وبعيدة من الضاحية باتوا يقصدونها هم أيضاً علّهم يجدون بعض الكتب التي تخلّى عنها أصحابها أو التي لم ينتبه لها أحد. فكما يُقال “سرقة الكتاب حلال”.
إنما اللافت هو اعتماد البعض نوعاً جديداً من التجارة التي ترتكز على جمع كل الكتب التي يجدونها بغضّ النظر عن أهميتها أو عن سوء حالتها، ووضعها على عربة صغيرة والتجوّل بها بهدف بيعها بأسعار رخيصة جداً. وإذا حاولت لفت نظرهم الى أن لهذه الكتب أصحاباً لن تلقى ملاحظتك أهمية كبيرة إذ يعتبر هؤلاء انه بين كل هذا الدمار ليس للكتاب أهمية كبيرة. وهو عكس ما يؤكده ويظهره أصحاب المنازل المدمّرة.