لم يُفاجأ اللبنانيون بالإعلانات التي انتشرت على طرقات العاصمة قبل أيام، تعلن عن إقامة بعض الحفلات الفنية هنا وهناك خلال فترة العيد. لقد اعتادت بيروت أن تتعامل مع المآسي بشيء من الخفّة أو المكابرة... أو حتى النسيان. كما اعتادت أن تتجاوز الصعاب وتنهض من كبوتها. هذا على الأقل ما يمكن أن يتبادر الى الذهن حين نراقب نسبة الحفلات في عيد الفطر...الوضع السياسي والأمني أثّر في حركة السياحة خلال هذه الفترة، ما يفترض أن يحدّ من عزيمة منظّمي الحفلات الفنية ومنتجيها... ومع ذلك فقد قرر عدد من الفنانين المراهنة على حيوية الجمهور، وهو معظمه آت من الخارج لقضاء إجازة العيد، أي أنه لا يجرّ وراءه تعب المرحلة السابقة وإحباطاتها... ويرى كثيرون أن تلك الحفلات من شأنها أن تسهم في إحياء السياحة وتنشيط عجلة هذا القطاع المنكوببين هؤلاء، تطلّ أمل حجازي التي تغني في نهر الفنون، بالاشتراك مع باسم فغالي الذي يقدم فقرات استعراضية جديدة. ويحيي زين العمر ثاني أيام العيد في «الأطلال بلازا» في منطقة طبرجا، ويشاركه السهرة إيلي أيوب. كذلك اختارت هيفا وهبي أن تطل على محبيها مساء 27، 28، و29 من الشهر الجاري من على خشبة «كازينو لبنان» في المعاملتين، فيما تطلّ أليسّا مع وائل مساء السبت 28 الجاري أيضاً في حفلة تنظمها شركة LG في فندق “حبتور غراند أوتيل”، ويعود ريعها لمصلحة أطفال لبنان.
وفي المقابل، فقد آثر بعض الفنانين الغناء في الخارج، في ظل إحجام عدد من متعهدي الحفلات عن تنظيم برامج فنية في لبنان. فضل شاكر مثلاً، يحتفل بالعيد في دبي، حيث يقيم حفلة غنائية في فندق “مينا السلام” بالاشتراك مع المطربة إليسا، وينتقل بعدها الى الكويت ليحيي حفلة ثالث أيام العيد مع الفنان نبيل شعيل.
فيما تلتقي الفنانة دينا حايك الجمهور التونسي أول أيام عيد الفطر، وكانت زيارتها إلى تونس قد بدأت منذ أيام، إذ أحيت هناك بعض السهرات الرمضانية.
وتغني الفنانة نانسي عجرم ثاني أيام العيد في فندق «ميناء السلام» أيضاً في دبي، وتنتقل بعدها الى شرم الشيخ. بينما تلتقي نجوى كرم الجمهور الأردني ثالث أيام العيد في حفلة تحييها في فندق “ميريديان” في عمان.
أما إليسا فتقدم أول أيام العيد حفلة غنائية في دبي، قبل أن تنتقل إلى شرم الشيخ ثم تعود إلى بيروت. فيما تسافر الفنانة ريدا بطرس الى إمارة دبي لتحيي أول وثاني وثالث أيام العيد. فيما راغب علامة سيتنقل بين الأردن ومصر لإحياء عدد من الحفلات الفنية.
يذكر أن بعض الفنانين اللبنانيين أحجم عن إحياء حفلات في العيد. من بين هؤلاء، عاصي الحلاني الذي أكد في اتصال مع “الأخبار”: “سأسافر مع عائلتي الى الخارج. لن أقدم حفلات غنائية بسبب الظروف القاسية التي يمرّ بها لبنان. فالتلامذة لم يعودوا بعد الى مدارسهم، وما زال عدد كبير من الناس يسعون لإيجاد مسكن لائق بهم. أحسّ بأنني غير قادر على الاحتفاء بالعيد”.