يحلّ الشاعر اللبناني شوقي بزيع هذا المساء ضيفاً على جوزيف عيساوي في برنامج «قريب جداً» على قناة «الحرة». وبزيع من الشعراء القلائل الذين استطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم نجومية بارزة تتجاوز الشعر. فإضافة إلى سيرته، يمتلك حضوراً مختلفاً كشاعر مقروء من شرائح مختلفة. كما أن عزوفه الطويل عن الزواج أسهم، بجهد منه على الأرجح، في الترويج لصورة “الدونجوان” الحر الطليق، سواء في الشعر أو في الواقع. وهذا ما جعل زواجه المتأخر يضيف رصيداً آخر إلى صورته المتداولة. هل بزيع “نجم” بالمقاييس السائدة للنجومية؟ نجومية في النوع وليس في الدرجة، والفرق بينهما شاسع بالطبع لصالح نجومية الشاعر التي راكمها جنباً إلى جنب مع ممارسة شعرية خضعت لتحولات كثيرة، وكانت انعطافية أحياناً.
التلفزيون الذي يهوى النجوم ويصنعهم، يستضيف هذا المساء «نجماً» صُنع خارج الشاشة أساساً. وكالعادة، ستكون لأسئلة جوزيف عيساوي ومشاكساته دور في إشاعة مناخ سجالي في الموضوعات والمحاور المطروحة. ولأن المقدم شاعر أساساً، فلا بد أن تكون المواجهة من نوع خاص.
عيساوي سيعيد صاحب «أغنيات حب على نهر الليطاني» إلى البدايات، إلى طفولته في قرية زبقين ونشأته الجنوبية. وسيتحدث بزيع عن جانبين في تلك المرحلة: تربية الوالد القاسية التي جعلته لا يفشل في حياته، وتعلقه بالأرض وعالم القرية. سيروي بزيع حكايته الشائكة مع المرأة التي أفرد لها مساحة واسعة في شعره، لكنه تجنب الارتباط بواحدة حتى تجاوز الخمسين، قبل أن يتزوج الشاعرة رنيم، وينجب ابنة ويعيش حياته كوالد وزوج. يقول شوقي: «كنت ضد الزواج كمؤسسة خانقة، لكن زواجي بشاعرة قلّل ما أمكن من الأثمان التي يتكبدها الأزواج عادة. فشريكتي تتفهم حريتي كشاعر، والواقع أني اليوم أكتب بغزارة بينما كنت أظن أن مؤسسة الزواج ستلعب دوراً سلبياً في ذلك». تتناول الحلقة التحول الذي عاشته قصيدة شوقي بزيع الذي صنّف يوماً في خانة “شعراء الجنوب”، بين موضوعات الالتزام المباشرة التي كتبها في زمن ركوب الموجة السياسية، وبين توقه إلى كتابة تأملية ذات طابع داخلي. وهو الهدف الذي اقترب منه منذ مجموعته الخامسة «مرثية الغبار». ثم تواصل عبر مزج تقاليد القصيدة الإيقاعية مع عوالم النثر كما تطرحها الحياة الحديثة... هذه القصيدة نفسها هي التي فاز صاحبها بجائزة رجل الأعمال السعودي “باشراحيل”. فهل يتسع البرنامج لمناقشة هذه المفارقة؟
وتتعرض الحلقة للعدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، حيث يزور الشاعر ويرثي منزله الجنوبي المهدم. لعل الشاعر يوجّه إصبع الاتهام إلى أميركا جورج بوش، من على شاشة “الحرّة”!
حسين...

«قريب جداً» ـــ التاسعة وعشر دقائق على قناة «الحرة».