داني الأمين
ظلت “عنبراية” شقرا بطولها الفارع واتساعها الوافر حتى منتصف السبعينيات، ملتقى “شباب” البلدة الجنوبية. تشدهم الطريق نحوها، فيتظللون في فيئها، ويتسامرون، وكثيرة هي الأحاديث والتعليقات و“النكات” و“المقالب” التي كانت تجري تحتها، حتى غدت مقراً شبه دائم لبعضهم وخصوصاً للعاطلين عن العمل. وكان قاصدوها يزدادون في الصيف، بعدما منحها موقعها طابعاً “استراتيجياً” يمكن من هناك رصد “كزدورة” العصر والمساء ومرور الصبايا والشباب على الطرق.
غادرت “العنبراية” مكانها وراحت نحو مواقد الحطب، بيد أن مكانتها لا تزال في ذاكرة أبناء البلدة، وظل المكان الذي ارتفعت فيه ساحة للتلاقي وتبادل قصائد الهجاء، والنقاشات السياسية الحادة أحياناً. حتى قال فيها أحد شعراء البلدة السيد عبد الكريم الأمين:
إن كنت تأنس للحكاية أو كانت تعجبك الرواية أو كان همّـك فـيـهـمـا فأسرع هناك العنبرايـة بعض رواد ساحة “العنبراية” أطلقوا جدارية أسبوعية، على شكل لوحة كبيرة يحفظها الزجاج، اسمها “صدى العنبراية”، وهدفها تخليد ذكرى الشجرة. ويحق لمن يشاء من أبناء شقرا كتابة مقالات وأفكار تتناول أخبار البلدة وتاريخها ومشكلاتها، بعيداً من السياسة ورجالاتها، ما جعلها منبراً رحباً لنشر الانتقادات والأخبار والقصائد والتدليل على تاريخ البلدة ورجالاتها المميزين. وتقوم “هيئة التحرير” يوم الأحد من كل أسبوع بقراءة التعليقات والمقالات، لاختيار الأفضل بينها وطباعته، واختيار الصور المناسبة للموضوعات المختارة ومن ثمّ نشرها.
ومن الزوايا الثابتة في “صدى العنبراية”: شخصية من شقرا، مقابلة مع أحد كبار السن تتركّز على التراث القديم للبلدة، البيئة، والأخبار الرياضية، ومقالة تعالج مشكلة هموم الناس، وقصائد مديح أو هجاء...