برلين ــ غسان أبو حمد
يبدو أن الثروة تهبط دائماً على بعض السياسيين!... فقد نال وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر مبلغاً “رمزياً” قيمته 200 ألف يورو، وذلك تعويضاً من إقدام دار نشر «شبرينغر» على التلاعب بملامح صورته الشخصية ونشرها من دون إذن منه. صدر حكم القاضي الألماني في محكمة هامبورغ وقضى بتغريم الدار ودفع التعويض عقاباً لها على التلاعب بملامح فيشر وتحويله إلى وجه طفل على ملصق لصحيفة “دي تسايت ـ كومباكت” التي تحوي أخباراً كثيرة ومكثّفة.
فيشر، وهو أحد “اليساريين الجدد” البارزين في التاريخ الألماني الحديث، غضب كثيراً عندما رأى صورته على الملصق الدعائي، وقام على الفور برفع دعوى قضائية وحصل على التعويض “الرمزي”. العدالة كانت إلى جانب فيشر ضد مستغلي صورته، ولكن لا يمكن القول بأن السياسيين والمشاهير الألمان يفوزون دائماً بالدعوى التي يرفعونها ضد الذين يتلاعبون بملامح وجههم. الخطوة التي قام بها فيشر لم تخطر في بال المستشارة الراهنة آنجيلا ميركل والرياضي العالمي مايكل شوماخر، ولم يرفعا أية دعوى على مستغلي صورهم بل واجهوا الصور بالابتسامات! ولم يوفق السياسي العريق أوسكار لافونتين بالحصول على أي تعويض عندما تقدم بدعوى قضائية أمام محكمة “كارلسروه” على شركة تأجير السيارات “سيكست” يطالب بتغريمها مبلغ ربع مليون يورو لأنها استخدمت صورته الشخصية ــ حين كان وزيراً للمال ــ على ملصق إعلاناتها وكتبت تحته: “نؤجر أيضاً سيارات لموظفين قيد التجربة”.
واعتبرت المحكمة هذا النوع من الإعلانات “جزءاً من حرية التعبير” ولم تر فيه إساءة للافونتين.