رنا حايك
لم يكن محمد هاشم يعرف أنّ المغامرة التي أطلقها مطلع التسعينيّات ستتحوّل مؤسسة حقيقية يحسب لها حساب على الساحة الدولية. يومئذ قرر الشاب المتحمّس أن ينظّم عروضاً لأفلام وثائقية يحبّها... وإذا بالهاوي يتورّط في “اللعبة” بعدما لاقت مبادرته إقبالاً من الجمهور. هكذا أبصر النور «مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية» ليكون التظاهرة العربية الوحيدة التي تعنى بالسينما الوثائقية. تكرّست التجربة عام 2003، وصارت تستند الى آلية العمل، وفريق اختيار يبحث عن الأفلام الجديدة على مدار السنة.
“المعايير لا تحدد بالمسطرة” يقول مدير المهرجان محمد هاشم، معتبراً أنّ الفيلم يفصح عن جودته من دون معايير أكاديمية. ويركّز على رسالة المهرجان: توفير الأقنية اللازمة لتسويق الفيلم الوثائقي، وخلق فضاء يلتقي فيه المخرجون والمنتجون ومدراء المهرجانات الدولية لتسهيل توزيع الأفلام وبثها.
ويلفت هاشم الى إهمال المهرجانات العربية للشريط الوثائقي... فالمبادرات الرسمية تسعى الى تهميش التجارب التي تريد نفسها «مرآة الواقع». أما “مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية” فاختار الاستقلالية التامة، بعيداً عن محاولات الاحتواء والوصاية التي يعرّضه لها أي دعم مالي. لكن ذلك لا يمنع هاشم هذا العام من قبول تمويل مؤسسة “لي اند غوند” الأميركية لأنّها تخضع لشروطه... في انتظار أن تبادر بلدية بيروت الى رعاية مهرجان دولي يحمل اسم المدينة! وفي انتظار دعم حكومي، ورعاية «مستثمر مستنير» يعي القيمة الاقتصادية لهذا النشاط ويجرؤ على الاستثمار فيه.